شروط حصول الكرامات والإلهام
خالد عبد المنعم الرفاعي
فلا يملك أي إنسان أن يملك تحصيل الكرامة، وإنما عليه أن يستقيم، والله تعالى أن شاء أن يجري الكرامة على يدية أجراه، وإن شاء لم يفعل، وكم من عباد الله رأى كرامة فكانت وسيلة للتفاخر والتباهي، وأودته مورد الهلكة، فخسروا الدنيا والآخرة لما استدرجهم الشيطان.
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
ما هي شروط حصول الكرامات و الإلهام من الله ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الكرامة أَمر خارق للعادة يُظهرُه الله على يد من شاء من عباده الصالحين المستقيمين على منهج الرسول وهي من آيات صدق الرسالة كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه النبوات، وإن لم يكن صاحب الكرامة مستقيمًا على دين الإسلام فهي أحوال شيطانية واستدراجًا من الله تعالى.
وهي باقية في الأمة الإسلامية بأمر الله تعالى وحكمته.
أما كيف تحصّل الكرامة، فإن كرامة الولي إنما تحصل ببركة متابعة رسوله الكريم، والتمسك بسنته واقتفاء هديه ودينه وشريعته، والاستقامة على الكتاب والسنة، ولكن هذه الأسباب لا تنفرد بالإيجاد، حتى يشاء الله سبحانه خلقها على يدي من شاء من عباده، فإن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات؛ {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68]، بأسباب قدرها وحكم دبرها، وإذا شاء أن يسلب تلك الأسباب قواها سلبها، وإذا شاء أن يقطع مسبباتها عنها قطعها، وإذا شاء أن يهيء لها أسباباً أخرى تقاومها وتعارضها، فعل؛ فإنه {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107]، ولا يريد أن يفعل إلا ما هو خير ومصلحة ورحمة وحكمة، فلا يفعل الشر ولا الفساد ولا الجور ولا خلاف مقتضى حكمته، لكمال أسمائه وصفاته، وهو الغنى الحميد العليم الحكيم، {لا يَسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]، لكمال علمه وحكمته، فالرب سبحانه إنما يفعل ما يفعله لحكمة وغاية محمودة، وجودها خير من عدمها، ووضعه الأشياءَ مواضعها، وأنه ليس فى أفعاله خلل ولا عبث ولا فساد يسأل عنه كما يسأل المخلوق.
إذا تقرر هذا؛ فلا يملك أي إنسان أن يملك تحصيل الكرامة، وإنما عليه أن يستقيم، والله تعالى أن شاء أن يجري الكرامة على يدية أجراه، وإن شاء لم يفعل، وكم من عباد الله رأى كرامة فكانت وسيلة للتفاخر والتباهي، وأودته مورد الهلكة، فخسروا الدنيا والآخرة لما استدرجهم الشيطان،، والله أعلم.