احتلام الفتاة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

كنت احتلم منذ صغرى و لا اعلم ان على الاغتسال و لكن لان عندما علمت لا يزال يتكرر معى الامر وانا اغتسل  منذ شهور و بشكل يومى تقريبا و هناك ايام اغتسل فيها مرتين بسبب نومى لمرتين فى اليوم و انا لا ارى جماعا و لكن احيانا ارى مثلا انى المس فرجى و احيانا اخرى انى معجبة بشخص و احيانا حينما اكون اريد الذهاب الى الحمام ارى انى فى الحمام و اشغر بشئ فى نومى و لا ادرى ان كان هذا احتلاما ام لا ولكن هناك مرات حينما احلم بذلك اشعر بتحرك شهوتى و ايام اخرى لا اشعر بذلك و لكنى عندما استيقظ لا اجد منى بل اشعر عندما اقف ان هناك شئ يريد النزول فأنتظر فأرى بقعة صغيرة من البلل ولا ارى مادة بيضاء و لا اجدها الا اذا تفقدت ظاهر غرجى و اريد التوقف عن هذا التصرف لانى ارى فى منامى بعد ذلك انى اتفقد ظاهر فرجى و هذا يزعجنى و ايضا تلك المادة البيضاء احيانا لا استطيع ان أميز رائحتها فماذا افعل للخروج من هذه الدوامة و ماذا افعل لإيقاف هذه الاحللم المزعجة و انا اخشى ان تكون شهوتى حقا تتحرك و انا لا ادرى و يكون احتلاما و انا على هذا الحال منذ شهور

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن احتلام المرأة هو ما تراه في نومها من أمور الجماع أو نحوه، وهو من تلاعب الشيطان بالنائم، والمرأة ترى ذلك كما يراه الرجل، فالنساء شقائق الرجال، وإذا احتلمت المرأة، ولم تجد بَلَلًا بعد الاستيقاظ، ولا أثرًا من الماء، فليس عليها غُسْلٌ، وإن وجدت الماء، فيجب أن تغتسل؛ لحديث أم سلمة، قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأت الماء"، فغطت أم سلمة؛ تعني: وجهها، وقالت: يا رسول الله، وتحتلم المرأة؟ قال: "نعم تربت يمينك! فيم يشبهها ولدها"؛ متفق عليه، وفي رواية أحمد - من حديث أم سليم - أنها قالت: إذا رأت أن زوجها يجامعها في المنام، أتغتسل؟

وفي رواية: "إذا رأت إحداكن الماء، فلتغتسل".  

وقوله: "إذا رأت الماء"؛ أي: المني، بعد الاستيقاظ.

ومني المرأة: أصفر رقيق، وقد يَبْيَضُّ لفضل قوتها، وله خاصيتان يُعْرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل.

والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور شهوتها عقب خروجه.

  ويجب الغسل بخروج المني بأي صفة وحال كان؛ ذكره النووي في شرح مسلم.

فالضابط في الاحتلام ليس مجرد رؤية الجماع، وإنما لا بد من رؤية المني، أو البلل، فمن احتلمت ولم تجد منيًّا، فلا غُسْلَ عليها.

قال ابن المنذر: "أجمع على هذا كلُّ من أحفظ عنه من أهل العلم".

أما إن استيقظتِ وَوَجَدتِ منيًّا أو بللًا، ولم تَذْكُرِي احتلامًا، فيجب عليكِ الغُسْلُ أيضًا، سواء انضم إلى ذلك ظن الشهوة أم لا؛ لما روت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن الرجل يجد البلل، ولا يذكر الاحتلام، قال: "يغتسل"، وعن الرجل يرى أنه احتلم، ولا يجد البلل، قال: "لا غُسْلَ عليه"؛ رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني.

وعليه؛ فليس عليك غسل إلا إذا رأيت المني بالمواصفات المذكورة سابقًا، ولا تتكلفي في التفتيش في ملابسك حتى لا تقعي في الوسواس، والشرع لم يأمر النساء بهذا،، والله أعلم.