ماذا يفعل من عجز عن دفع الوسوسة
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت مرة عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طهارة المسلم والموسوسين في الصلاة وانه قال انه لا يخرج حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا المهم بعدها انتقل الأمر إلى صلاتي أصبح لدي نفس الموضوع قرأت عن أقوال العلماء بالأمر يجب أن لا يلتفت حتى يسمع صوتا ويتيقن. بعدها تركت الأمر ولكن بالفترة الأخيرة فقط في وقت الصلاة يحدث معي اما وسواس خروج الريح وحتى أحيانا يخرج فعلا بسبب الضغط على القولون نتيجة قلق الفكر وفي بقية أوقات اليوم لا يحدث معي هذا الأمر أبدا. اريد ان امنع نفسي عن القلق في الصلاة أو حتى لا اكون السبب لكن في كل مرة يحدث معي نفس الأمر وأصبحت أخاف قليلا ولا اركز بالصلاة .ارجو المساعدة لأني كلما أعطاني عالم فكرة أستعين بها على ترك الأمر يتغلب الأمر علي وارجع من جديد
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمما لا شك فيه أن تسلط الوسواس على المسلم من الأدواء التي تحتاج في دفعاها لكمال العقل، وتحقيق معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، وتجديد الإيمان والإخلاص لله؛ فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده، فيدعونه مخلصين له الدين، ويرجونه لا يرجون أحدًا سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان وذوق طعمه، والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف، أو الجدب، أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة.
غير أنه لكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه، كما قال بعض السلف: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه، فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي؛ خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضى انصرفت.
والحاصل أن الوسواس أو غيره من الابتلاءات إذا أحاطت بالإنسان، حتى أنه لا يجد دواء لعلته، بل عجزت الأدوية كلها، فلم يبق له إلا صدق الملجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه، مستغيثا به، متضرعا، متذللاً، مستكينًا، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق، ولن يكون هذا إلا بتحقيق قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيًّا"
فاستعن بالله ولا تعجز، وأمل فضل ربك، وأحسن الظن به سبحانه ألا يحرمك الشفاء التام، فما أجدر من أمَّل فضل ربه أن لا يحرمه إياه؛ فإذا وجدت من قلبك هذه الهمة، فهي طلائع بشرى التوفيق بإذن الله العلي القدير، فوجه وجهك وحدق نظرك إلى منبع الهدى، ومعدن الصواب ومطلع الرشد، وهو كتاب الله العظيم القرآن، وسنة الرسول الكريم، وآثار الصحابة.
وكلما أعيتك الوساوس أو استصعبت شيئًا، ففر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليك مدًا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليك، ولا ريب أن من وفق هذا الافتقار علمًا وحالاً، فقد أعطي حظه من التوفيق، الحق فقد سلك به الصراط المستقيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأكثر من دعاء معلم الخير، وهادي القلوب، أن يلهمك الصواب، ويفتح لك طريق السداد.
هذا؛ وستجد على موقعنا أجوبة كثيرة تشتمل على الطب النبوي في علاج الوسواس،، والله أعلم.