علمّوا أولادكم الشِعّر تعذَب ألسنتهُم

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

هل ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها هذا القول ؟ "علمّوا أولادكم الشِعّر تعذَب ألسنتهُم.“ وشكرا جدا لحاجه في نفسي

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالأثر المذكور رواه صاحب "العقد الفريد" (7/ 7) قال: وقالت عائشة رضي الله عنها: "علّموا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم".

 وكذلك ذكره صاحب كتاب "نضرة الإغريض في نصرة القريض" (ص: 65) الأمر بتعليم الشعر عن غيرها من الصحابة وغيرهم:

"وقال أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه: علِموا أولادَكم الشعرَ فإنّهُ يعلّمُهم مكارمَ الأخلاقِ. وأوْصَى الرشيدُ الكسائيَّ بالأمينِ والمأمون، فكانَ من جملةِ وصيتِه: ورَوِّهِما من الشِّعرِ فإنّهُ أوفى أدبٍ يحُضُّ على معالي الرُتَب.

 وقالَ معاوية: علّموا أولادَكم الشِّعرَ فإنّي أدركتُ الخِلافةَ ونلتُ الرئاسةَ ووصلتُ الى هذه المنزلةِ بأبياتِ ابنِ الإطنابةِ، فإنني يومَ الهرير كُلّما عزمتُ على الفِرارِ أنشدتُ قولَه:

أبَتْ لي عِفّتي وأبى بَلائي ... وأخْذي الحمدَ بالثَّمنِ الرّبيحِ

وقولي كُلّما جشَأَتْ وجاشَتْ ... مكانَكِ تُحْمَدي أو تَسْتَريحي

وذكره أيضًا في كتاب "أيام العرب في الإسلام" ( 3/1388) ثم ذكر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "علّموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل، وروّوهم ما جمل من الشعر".

وجاء في كتاب "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" (17/ 279):

"وكانت عائشة من رواة الشعر، وكانت تحفظ منه ما شاء الله، قيل إنها قالت: "إني لأروي ألف بيت للبيد، وأنه أقل مما أروي لغيره، وإنها كانت تحفظ من شعر كعب بن مالك شعرًا كثيرًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا ودون ذلك، وكان تتمثل بالأشعار، وربما دخل عليها رسول الله، فوجدها تنشد الشعر، قال "أبو الزناد": "ما رأيت أحدًا أروى لشعر من عروة. فقيل له: ما أرواك، فقال: روايتي في رواية عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرًا"، وورد عن عروة قوله: "ما رأيت أحدا أعلم بفقه، ولا بطب، ولا بشعر من عائشة"،  وروي أنها كانت تحث على تعلم الشعر وروايته، بقولها: "رووا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم".

هذا؛ والله أعلم.