زوجتي مصرة علي الطلاق

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا متزوج منذ 6شهور واسكن مع والدتي ومنذ اول يوم وحدثت مشاكل مابين امي واخوتي وزوجتي وحدث بينهم سبباب وقذف وشتائم وبعده تم تهدئة الامر وكان كل فرد داخل شقته وجاء عليا شهر رمضان وكانت زوجتي حامل ولا تستطيع ان تكون في المنزل لوحدها صباحا وانا في العمل فكانت تذهب لولدتها وتقعد اسبوع ثم تاتي الي وتقعد يوم وتقول لي اريد الذهاب مرة اخري ولا امنعها الي بعد رمضان رجعت الي المنزل وبعدها حدثت مشادة بيني وبينها منذ شهر 6 وتركت المنزل دون ان تقول لي استيقظت صباحا ولم اجدها في المنزل تركتها يومين وذهبت لمنزل ابيها وهو كان مسافرا في الخارج وتكلمت معها وتطاولت عليا وقالت انت لست رجل كيف تتركني يومين دون ان تسال اين ذهبتي فقلت لها انتي لماذا تركتي البيت دون اذني فوجدت منها عصبية في التعامل وسب وقذف لامي ولي فتركت المنزل خشية ان تحدث مصيبة مني واخبرت ابيها حيث هي طلبت اما الطلاق او شقة ايجار خارج بيتي انتظرت ابوها الي ان رجع وتكلمنا وتم حل المشكلة موقتا باني سوف اتي بشقة ولكن بعدها تاتي وتتكلمي معي بطريقة غير اخلاقية وتريد ان ابيت معها في منزل ابيها لانها تحتاج احد جوارها وتريد الحنان وعندما رفضت تقول لي لابد ان تطلقني حالا وايقظت ابيها لكي نطلق ولكن انا اقول لها لا اريد الطلاق ما ذنب الطفل القادم وكيف تظلمينه وتظلمين نفسك وامك وابيك فاصرت علي الطلاق مع انها منذ شهر وهي عند ابيها وتصر علي الطلاق وتقول لي لن تخرج من المنزل الي وتتطلقني حالا فطلقتها طلقة واحدة اريد ان اعرف هل هي تعاني من حالة نفسية او عصبية ام هي ممكن تكون مسحور لها او معمول لها شي يفرقني ويفرقها وهل هذه الشخصية العنيدة ارجع لها مرة اخري ارجوكم افتوني

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فتمرُّد بعض الزوجات على الزوج لا يعني نهاية المطاف وتقويض أركان الأسرة، والحُكم عليها بالانهيار واللجوء للطلاق، وإنما يتطلَّب وسائل أخرى وصفات يتحلَّى بها الزوج؛ مِن أهمها: البُطء في الاستجابة والانفعال بوجه عامٍّ، واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة، وقدر كبير مِن التروي قبل الإقدام وإعمال الفكر، وهذه الصفات تتطلب الصبر الجميل حيث يجعلك أقدرَ على إدارة المشكلة، ثم ابحث عن أصحاب العقول مِن الأقارب أو غيرهم، ليحكموا بينكما بعيدًا عن الانفعالات النفسية، والرواسب الشعورية، فيسمعون منها ما تنقمه عليك فربما كان عندها بعض الأسباب، أو كانت مصابة باكتئاب الحمل أو غير هذا مما يجده الحكمان .

وتذكر أنك مسؤول عن زوجتك، وعليك مسؤوليات من العطف والرعاية، والصيانة والحماية، وتكاليف في نفسه؛ فأنت رئيسُ الأسرة الذي يقوم بمصالحها؛ كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، وقال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].

ولا تَفقد الأمل في صلاح زوجتك عودتها إلى رشدها وصوابها، فاستمرَّ في التواصل معها عبر الوسطاء الصالحين أصحاب العقول الراجحة؛ لعلك تَظفر بسبب تمردها وإصرارها على الطلاق، فتعمل على معالجته بموضوعية وحكمة، مُستعينًا بالله تعالى، فلا حول ولا قوة إلا به.

فإذا لم تُجْدِ هذه الوساطات، وأصرَّت زوجتك على موقفها، فمن الحكمة التسليم للقدر، والإقرار بأن الشقاق قد بلغ لحدٍّ لا تستقيم معه هذه الحياة، ولا يستقر لها قرار، فاتفقَا على الطلاق؛ قال الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: 130]،، والله أعلم.