ماذا أفعل بالجائزة
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منذ زمن وابي كان يقول احفظ القرآن وسوف اشتري لك جوال أو بلاي ستيشن فكنت في غفلة ولا اهتم بالحفظ لوجه الله سبحانه وتعالى وكنت احفظ بنية الجائزة. والآن هذه الجائزة معي ماذا أفعل بها ابيعها. وقد استعملتها لمدة طويلة
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا حرج من تحفيز الوالد لابنه وإعطائه هدايا من أجل حفظ القرآن الكريم؛ لأنها وسيلة لتحقيق غاية شرعية نبيلة، والوسائل لها حكم، ولذلك أجاز العلماء مسابقات حفظ القرآن وتوزيع جوائز عليها، وهي سنة حسنة محمودة، ودفعًا لهم
للخير وتربية النشء على القرآن والسنة، وإنما يوجه الطلاب إلى إخلاص النية لله لحفظ القرآن.
والمتأمل لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أشياء شبيهة لهذا؛ كما في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه"، والسلب: هو لباس المحارب ومتاعه وسلاحه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "الفروسية" (1/ 23):
"وإذا كان الشَّارعُ قد أباحَ الرِّهان في الرَّمْي، والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلُّم الفُروسية وإعداد القوَّة للجهاد؛ فجواز ذلك في المسابقة والمُبادرة إلى العلم والحجَّة التي بها تُفْتَح القلو، ويعزُّ الإسلام وتظهر أعلامه= أولى وأحرى.
وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة، وشيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية".
وقال وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في "المستدرك على مجموع الفتاوى" (3/ 104)
"من طلب العلم أو فعل غيره مما هو خير في نفسه لما فيه من المحبة له، لا لله ولا لغيره من الشركاء فليس مذموما، بل قد يثاب بأنواع من الثواب، إما بزيادة فيها وفي أمثالها فيتنعم بذلك في الدنيا، ولو كان كل فعل حسن لم يفعل لله مذموما لما أطعم الكافر بحسناته في الدنيا لأنها تكون سيئات، وقد يكون من فوائد ذلك وثوابه في الدنيا أن يهديه الله إلى أن يتقرب بها إليه، وهذا معنى قول بعضهم، طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، وقول الآخر: طلبهم له نية، يعني نفس طلبه حسنة تنفعهم، وهذا قيل في العلم لأنه الدليل المرشد".
إذا عرف هذا؛ فيجوز لك الانتفاع بتلك اللعبة ولا حرج من ذلك، وإنما عليك أن تجدد النية الصالحة،، والله أعلم.