عاقبة العلاقات المحرمة
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله بالنسبة لسؤالي اني احببت فتاه وهي احبتني والوقت حتي استطيع خطبتها يتعدي تقريبا ثلاث سنوات واني اتكلم معها مشافهة كثيرا ولا يوجد اي تواصل بالهاتف ولاغيره علما اني بكون موجود ثلاثة اشهر فقط وحاليا ان تقريبا بدات اصرف نظري عنها لسببين السبب الاول والاساسي ان اخشي من الله وثانيا وهو سبب قوي انها لم تعد تعجبني في شكلها وفي بعض من تفاصيل تصرفاتها البسيطة علما اني اريد انسانة صالحة تعفني وتكون ام لاولادي فالمشكلة اني لو قطعت علاقتي بها فهي سوف تتاثر نفسيا بصورة هيستيرسة علما بانها من قليل من الضغط النفسي
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالذي يظهر من السؤال أن السائل أبصر عيوب تلك الفتاة بعدما ملء من علاقته معها، كما يحدث دائمًا في الأحوال المشابهة، حيث يفرُّ الشباب من الفتاة التي مناها بالزواج؛ لانعدام الثقة بها، متعللاً بأسباب واهية وكأنه لم يرها كل هذه المدة، ولم يبصر عيوبها إلا الآن، ومن ثم بدأ يزهد فيها، ويبحث عن صاحبة الدين والخلق التي يأتمنها على شرفه وأبنائه، على الرغم من أنهما متكافئان دينيًا وخلقيًا، أعني الاثنين؛ فالمرء على دين خليله، كما في الحديث الصحيح، والخليل هو الحبيب، إذا يستحيل عادةً لشاب متدين أن يقيم علاقة مع فتاة كل هذه المدة ولو بغرض الزواج!
غير أنه يجوز له بلا شك ترك الفتاة والبحث عن غيرها، والتوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة؛ لأنه وإن كان مذنبًا في تماديه في علاقته بها، وأسر قلبها، ومواعدتها بالزواج، وغير ذلك مما هو معلوم، إلا أنه لم يجبرها على شيء، فهي فتاة عاقلة ومكلفة، ومؤاخذة بتصرفاتها، ومن ثم فهي مطالبة شرعًا وعرفًا بعدم إقامة علاقة مع رجل أجنبي عنها، وتخاطر بدينها وسمعتها وشرفها، فهما شريكان في الإثم، وقد شاركتْ في خداع نفسها، ويداها أوكتا وفوها نفخ؛ لا سيما وهي ترى هذا الأمر متكرر في واقع الناس، أعني أن أول من يزهد في الفتاة صاحبة العلاقات صاحبها الذي ادعى حبها، ووعدها بالزواج، فيتركها لأنه لا يثق بها، باحثًا عن فتاة غير مجربة!
وهذه نتيجةٌ طبيعيةٌ وحتميةٌ لما يُسمَّى بالحب أو التعارف قبل الزواج، فعلى الرغم من كونه مخالفًا لثوابتِ الدين، والقيم، والمبادئ، والعادات والتقاليد الشرقية، والعربية الراقية، والعِفَّة، إلا أنه كذلك مُهينٌ للفتيات، فحتى لو تم الزواج، يَظَلُّ الرجلُ يَشُكُّ في المرأة، وينظر لها نظرةً دونيةً.
والحاصل، أن في تلك الأسئلة الواقعية عبرة كبيرة لكل فتاة يغرها شيطان الإنس والجن، ويزينا لها العلاقات المحرمة بغرض الزواج، فلا تستيقظ من غفلتها مهما نُصحت إلا على وقع تلك الصفعة المؤلمة والتي قد لا تفيق منها!
هذا؛ والله أعلم.