ما هي أسباب وجود المعلقات في صحيح البخاري
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم جرت مناقشة بيني وبين شخص غير مسلم فقمت بالرد علي شبهاته بالحجج والأدلة ولكني قمت بفعل خاطئ وهو انني وضعت صورة مفبركة اثناء المحادثة للسخرية فكان رده ان قال لي (هل هذا فلان ؟) يقصد السخرية .. وفلان هذا شخص في عائلتي هل علي الأعتذار لفرد عائلتي-رغم عدم علمه- واتحلل منه لهذا ام لا دخل لي ولا اثم لقوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) سؤال آخر لو تكرمتم لماذا وضع الامام البخاري في كتابه الصحيح روايات معلقة لا سند لها
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن معلقات البخاري هي ما رواه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير إسناد، أو حذف مبادئ سنده، وكذا ما فيه من الآثار، وقد ذكر أهل العلم أن أحكامها متباينة، فمنها الصحيح على شرط البخاري، ومنها ما هو صحيح على غير شرطه، ومنها ما هو متكلم فيه.
والمعلقات ليست من صنيع الإمام البخاري وإنما فعله عامة المحدثين والحفاظ والأئمة، فتجده في صحيح مسلم وإن كان قليلاً، ومن الأئمة كمالك والشافعي، وهو مشهور على لسان المحدثين، ويقع هذا كثيراً عندهم، فهم يحذفون السند أحياناً ويقصدون به الاختصار، أو يذكرون حديثًا تقوية للاستدلال على موضع الباب، وهو قد لا يكون على شرط المصنف، وقد أكثر الكلام عن معلقات الإمام البخاري الحافظ ابن حجر في النكت وفي فتح الباري؛ فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه.
أما أسباب وجود المعلقات في صحيح البخاري فقد ذكر بعضها أهل العلم:
فمنها: أن يكون الحديث معروفاً من جهة الثقات عمن علقه عنه، أو لكونه ذكره متصلاً في موضع آخر من كتابه، أو لسبب آخر لا يصحبه خلل الانقطاع، وهذا فيما يورده أصلاً أو مقصوداً لا في معرض الاستشهاد؛ لأن الشواهد يحتمل فيها ما ليس من شرط الصحيح، معلقاً كان الشاهد، أو موصولاً.
ومنها: ما يوجد موصولاً في موضع آخر، وإنما يورده معلقاً حيث يضيق مخرج الحديث، فمتى ضاق المخرج واشتمل المتن على أحكام؛ فإنه يكرره مختصراً في الإسناد خشية التطويل.
ومنها ما لا يوجد فيه إلا معلقاً، وهو على صورتين: إما أن يورده بصيغة الجزم، وإما أن يورده بصيغة التمريض؛ فالصيغة الأولى يُستفاد منها الصحة إلى من علّق عنه، لكن يبقى النظر فيمن أبرز من رجال ذلك الحديث، فمنه ما يلتحق بشرطه، ومنه ما لا يلتحق، وراجع باقي كلام الحافظ ابن حجر في مقدمة "فتح الباري".
ومنها: أنه كان يذكر الحديث في كتابه في مواضع، ويستدل به في كل باب بإسناد آخر.
ومنها: أنه يخرج الحديث معلقًا؛ لكونه أخرج ما يقوم مقامه، فاستغنى عن إيراده هنا متصلاً، ولم يهمله، بل أورده بصيغة التعليق طلباً للاختصار.
ومنها: أنه لم يحصل عنده مسموعاً، أو سمعه وشك في سماعه له من شيخه، أو سمعه من شيخه مذاكرة، فما رأى أن يسوقه مساق الأصل، وغالب هذا فيما أورده عن مشايخه.
أما تعليق الرجل على الصورة التي وضعتها، فلا إثم عليك؛ لأن هو من سخر من قريبك، فلا يلزمك استحلاله،، والله أعلم.