كيف تحصل البركة في الرزق

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

عندي سؤال ي شيخ نعاني ي شيخ من قلة البركة في الرزق الفلوس تروح بطريقة مش طبيعيه مع انه ما نشتري الا ضروري حتى الدجاج واللحم نشتري نادرا ولا ندري اين تذهب الفلوس بالرغم من الراتب مرتفع قليلا مقارنه ويا شيخ ابي وامي متديينين وكلنا نصلي بالبيت ونخاف الله ولا عمرنا اكلنا مال حال ولا ادري ما السبب هل اذا هناك سحر يتسبب في ذلك

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا يخفى على أحد أن الرزق بيد الله وحده، وأن الإنسان مطالب بالسعي في طلب الرزق، غير أنه لن يأتيه إلا ما كُتب له، وسعادة الحياة الدنيا ليست بسعة الرزق، وإنما بالرضى بما قسمه الله له.

أما وسائل تحصيل البركة في الرزق:

فمنها: صدق اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والضراعة في أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير وقت النزول الإلاهي حينما يقول: "من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له".

ومنها: الفرار إلى الله تعالى بالطاعة والتوبة وكثرة الاستغفار، مع الابتعاد عن موانع الإجابة.

ومنها: المحافظة على أداء الصلاة المكتوبة، وكثرة النوافل في المنزل، وقراءة القرآن فهما من أعظم أسباب تحصيل البركة وطرد الشياطين؛ ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"، وفيه أيضًا عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا".

وروى الدرامي بإسناده صحيح عن أبي هريرة قال: "إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين، ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن".

 هذا؛ وقد تكون قلة البركة بسبب العين أو الحسد؛ فقد رَوَى مسلمٌ عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ، سَبَقَتْهُ العينُ، وإذا استُغْسِلْتُم فَاغْسِلُوا"، وعلاج ذلك يكون بالرقية؛ ففي الصحيحين قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا رُقْيَةَ إلا من عينٍ، أَوْ حُمَةٍ".  

قال الإمام الخطابي في "معالم السنن": "ومعنى الحديث: لا رقيةَ أَشْفَى وأَوْلَى من رقية العين، وذي الحُمِةِ". اهـ.

وقد رقى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَمَرَ بها، فإذا كانت بالقرآن، وبأسماء الله، وبما ثبت من السنة، فهي مشروعةٌ، وإن كانت بما سوى ذلك، فهي ممنوعةٌ، والرقية الشرعية؛ هي:

1- قراءة الفاتحة.

2- قراءة آية الكُرسي من سورة البقرة، وهِيَ قولُه - تعالى -: {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255].

3- قراءة آيات الأعراف، وهي قوله - تعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ العَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117 - 122].

4- قراءة آيات في سورة يونس، وهي قوله - تعالى -: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ} [يونس: 80 - 82].

5- قراءة آيات من سورة طه، وهي قولُه - عز وجل -: {قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 68 ، 69].

6- قراءة سورة الكافرون.

7- قراءة سورة الإخلاص والمُعَوِّذَتَيْنِ مع تكرارهم.

8- النفثُ والتفلُ على نفسك، وعلى من تَرقِيهِ بعد انتهاءِ القراءة؛ كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم.

وكذلك تشرع الرقية بما ورد في السنة:

"اللهم ربَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشفِ أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ، شفاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا"، و"أعوذ بكلمات الله التامَّة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة"، و"أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، و"أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن هَمَزات الشياطين، وأن يحضرون، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجرٌ، من شرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرُج فيها، ومن شرِّ ما ذَرَأَ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرُج منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كلِّ طارقٍ، إلا طارقًا يطرُق بخير، يا رحمنُ"، و"بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العلي"، وغير ذلك من التَّعَوُّذ بالله، مع المواظبة على الأذكار المشروعة؛ كأذكار الصباحِ والمساءِ، وأذكارِ ما قبل النَّومِ، والدُّخولِ والخُرُوج.

 هذا؛ والله أعلم.