تغزل الأخت بأخيها امام زوجها

خالد عبد المنعم الرفاعي

هناك غيرة مذمومة كغيرة الزوج من محارم الزوجة، وغيرة المرأة من محارم زوجها.

  • التصنيفات: محاسن الأخلاق - مساوئ الأخلاق -
السؤال:

هل يجوز قول الاخت لاخيها عبارات غزل مثل احبك وقلبي وعمري وحياتي مع العلم ان زوجها يغار

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم أن الأخ محرمٌ لأخته، ويجوز له أن يخلوَ بها، ويسافِرَ معها، ويرى منْها مَا يَبدُو مِنهَا غَالِبًا، أو جرتِ العادة بكشْفِه، إلى غير ذلك مما يعرفه كل أحد، ومن ثمّ فلا وجه لغيرة الزوج من مثل تلك العبارات، لا سيما وهي تجري على ألسنة كثير من الفتيات مع محارمهن ولا يقصدن بها الغزل ألبتة! وإنما هي عبارات جرت بها العادة في هذا الزمان، حتى إن بعض الفتيات يقلنها للآباء، وإن كان هذا يختلف باختلاف البيئات والثقافات.

ومعلوم أن الغيرة من الغرائز البشرية المحمودة التي أودَعَهَا اللهُ في الإنسان، وتظهر كلما أحس شركة الغير في حقه بلا اختيار منه، وهي من الصفات التي يحبُّها الله، فأقوى الناس دينًا أعظمُهم غيرة ، ومن لا يغار منكوس القلب، غير أنه هناك غيرة مذمومة كغيرة الزوج من محارم الزوجة، وغيرة المرأة من محارم زوجها؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد  أبو داود والنسائي عن جابر بن عتيك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، وإن من الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، وأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة التي في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة، وأما الخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال، واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل في الفخر والبغي".

وقد شرح هذا المعنى  الإمام السفاريني في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (2/ 399-400) فقال:

"(ولا تكثر الإنكار) عليها فإنك تقوي العين عليها، فإن فعلت (تُرْمَ) زوجتك بسبب كثرة إنكارك عليها (بتهمة) في نفسها.

فيقول الفساق: وأهل الفجور لولا أنه يعلم منها المكروه لما أكثر من إنكاره عليها.

والتهمة مأخوذة من الوهم، يقال اتهمه بكذا اتهامًا، واتهمه كافتعله وأوهمه أدخل عليه التهمة أي ما يتهم عليه فاتهم هو فهو متهم وتهيم كما في القاموس.

وفي الفروع قال ابن عبد البر: قال سليمان، قلت: والمحفوظ في التواريخ وتراجم الأنبياء قال داود لابنه سليمان - عليهما السلام -: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك من غير ريبة فتُرْمَ بالشر من أجلك وإن كانت بريئة".

هذا؛ والله أعلم.