حكم الامتناع عن الانجاب لتوهم قطيعة الرحم

خالد عبد المنعم الرفاعي

الإنجاب حق أصيل لكلا الزوجين، فلا يجوز أن يستبد أحدهما به دون الآخر، وهو استجابةٌ طبيعيةٌ لِمُوجَبِ الفِطرة والغريزة عند الرجل والمرأة على حدٍّ سواء، كما لا يَصِحُّ له شرعًا ولا عُرفًا.

  • التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
السؤال:

تمتنع الزوجة عن الذهاب إلى أم الزوج لزيارتها وذلك منذ سنين، وتطلب الانجاب والزوج يمتنع وذلك لكبر سن أمه وعدم قدرتها على الذهاب لرؤية الرضيع ولذلك سيتم قطع الرحم لعدم تمكنه من التنقل بالرضيع بدون أمه فهل يجوز الامتناع عن الانجاب لهذا السبب

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

فالإنجاب من أهم مقاصد الزواج وأعظمها نفعًا وأكثرها فوائد، ففيه تكثير للأمة المحمدية، فالمؤمنون يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم"؛ رواه أبو داود، كما أن عدم الإنجاب مصادم للفطرة التى فطر الله الناس عليها.

الإنجاب حق أصيل لكلا الزوجين، فلا يجوز أن يستبد أحدهما به دون الآخر، وهو استجابةٌ طبيعيةٌ لِمُوجَبِ الفِطرة والغريزة عند الرجل والمرأة على حدٍّ سواء، كما لا يَصِحُّ له شرعًا ولا عُرفًا؛ قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، والإنجاب عند جميع الخلق حقٌّ لكلا الزوجين، ومن مقاصدِ خَلْق الإنسان: عُمرانُ الأرض بالتكاثُرِ والانتشارِ، وامتدادُ الحياةِ بالإخصاب والإنسال.

ومن المعلوم أن المشاكل الأسرية لا تحل إلا بالتفاهم والتحاور برِفْقٍ ويُسْرٍ وواقعيَّةٍ، فاستقرار الحياة الزوجية واستمرارها غاية من الغايات التي حرص الإسلام عليها، وأحاطها بسياج من الضوابط يحافظ على ما يضمن استمرارها ويدعم استقرارها، ويقوي أواصرها؛ فالرابطة الزوجية ميثاق غليظ.

وعلى الزوجة ألا تتعنت في عدم زيارة أم زوجها برًا به، وهذا بمفرده سيلين موقفه في أمر الإنجاب ويحل المشكلة،، والله أعلم.