حكم التزام عدد معين في ترديد آية كريمة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلني مقطع فيديو عالفيسبوك ورد فيه قراءة قوله تعالى (وعسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم) ٧٠ مرة لابعاء النفور و المشاحنات في البيوت و طرد الشياطين، و كذلك عدم زراعة النباتات الشوكية كالصبار وغيرها في البيت كونها تجلب الشياطين و الجن فما صحة هذا المنشور جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقراءة القرآن الكريم من أعظم العبادات، التي يلزم فيه اتِّباع سنة النبي- صلى الله عليه وسلم - والتزام أوراد أمر حَسَنٌ  إذا لم يتخذ سُنَّةً راتبةً فهذه القيود من البدع، ولذلك من التزم عدد معين من الذكر، لا يداوم عليها؛ لأن هذا لا يكون إلا لسنة النبي- صلى الله عليه وسلم.

قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": وقال: "لا ريب أن الأذكار والدعوات منأفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع،فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحرَّاه المتحرِّي من الذِّكْر والدعاء، وسالكهاعلى سبيل أمان وسلامة".

وقال أيضًا: "ليس لأحد أن يسنَّ للناس نوعاً منالأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادةً راتبةً، يواظب الناس عليها كما يواظبونعلى الصلوات الخمس؛ بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به".

ومن المقرر أن كلُّ عبادة لم يفعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع وجود المقتضي لها، وعدم المانعمنها، فهي بِدْعَة؛ 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ"؛ واهالبخاري ومسلم،عنعائشة- رضي الله عنها -وفي روايةلمسلم: "مَن عملعملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدٌّ".

وقال - صلى الله عليه وسلم :- "وإيَّاكم ومُحْدَثَات الأمور؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة"؛ رواه مسلمٌ، عن جابر – رضي الله عنه.

وقد عرَّف الإمامالشَّاطبيُّ - رحمه الله - البِدْعَة بقوله: "البِدْعَةُ طريقةٌ في الدِّين مُخترَعةٌ، تضاهي الشرعيَّة، يُقْصَدُ بالسُّلوك عليهاالمبالغةُ في التَّعبُّد لله - سبحانه وتعالى".

ومثَّل - رحمه الله - لذلك فقال: "ومنها: التزام الكيفيَّات والهيئات المعيَّنة، كالذِّكْرِبهيئة الاجتماع على صوتٍ واحدٍ، واتِّخاذ يوم ولادة النبي - صلى الله عليه وسلم – عيداً ... وما أشبه ذلك، ومنها التزام العبادات المعيَّنة، في أوقاتٍ معيَّنة، لم يوجد لها ذلكالتَّعيين في الشريعة".

وعليه؛ فلا يجوز ترديد الآية الكريمة بعدد معين، فهذا بلا شك من البدع الإضافية؛ لمضاهاته لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم،، والله أعلم.