ما حكم سب احد المساجد
خالد عبد المنعم الرفاعي
ماحكم سب احد المساجد بسبب تكرار القائمين عليه بالتكلم فى مواضيع سياسيه مضلله للناس . ثم الاستغفار بعدها .وشكرا
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا يجوز للمسلم أن يسب المسجد، فالساب للمسجد مستخف بما أمر الله بتعظيمه، ويخشى على من فعله أن يقع في الكفر؛ فقد قال الله تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، والمسجد من أعظم شعائر الله تعالى، فإن بيوت الله في الأرض المساجد، وتعظيمها من تعظيم شعائر الدين، والاستخفاف بها، أو تنقصها، فضلا عن سبها استخفاف بشعائر الدين؛ وقد قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36]، قال تعال:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [التوبة: 18].
والمساجد أحب البلاد إلى الله كما في الصحيح، وقد أمر الله بتعظيمها، وصيانتها عن الأقذار، والأوساخ، والصبيان، والمخاط، والثوم، والبصل، وإنشاد الشعر فيها، والغناء والرقص، ورفع الصوت ومنع البيع والشراء والقضاء فيها؛ والحكمة من كل هذا المبالغة في تعظيمها.
هذا؛ وقد نص بعض الأئمة على كفر من استخف بالمسجد، ومعلوم أن السب استخفاف وزيادة، ففي "مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر" (1/ 693): "إذا أنكر آية من القرآن، واستخف بالقرآن، أو بالمسجد أو بنحوه مما يعظم في الشرع، أو عاب شيئًا من القرآن، أو خطئ، أو سخر بآية منه، كفر". اهـ.
وجاء في "يتيمة الفتاوى" كما في "الموسوعة العقدية - الدرر السنية" (6/ 452): "من استخف بالقرآن، أو بالمسجد، أو بنحوه مما يعظم في الشرع كفر".
وقال محمد بن إسماعيل الرشيد الحنفي، كما في "رسالة في ألفاظ الكفر" (ص22): "من استخف بالقرآن أو بالمسجد، أو بنحوه مما يعظم في الشرع كفر، ومن وضع رجله على المصحف حالفًا استخفافًا كفر".
فالواجب على من فعل هذا المسارعة إلى التوبة، والإكثار من العمل الصالح والعزم على عدم العود في المستقبل،، والله أعلم.