حكم المضاربة مع شركة تنصب على الناس

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته و الصلاة و السلام على رسول اللّه: انا اشتغل على احد المواقع لتعدين البتكوين مع ان هذه المواقع تغلق بعد شهرين او ثلاث اشهر ف أنا استغله لمدة معينة فقط فاستثمر في هذه المواقع مع العلم ان هذه المواقع يمكن ان تغلق في اي يوم فهذه المواقع استغلالي يجمع المال و يغلق فأنا استغله في ايامه الأولى قبل ان يبدأ بالنصب فاربح منه ومثل هذه المواقع تعطي نسب ثابثة من من العملة (ساطوشي) يعني انك يمكن انك تسترجع رأسمالك في شهر او شهرين و يمكن انك لا تسترجعها لأن الموقع يغلق او يرفض السحب عني ينصب. بما اني اعمل بمبدأ المخاطر فربما اربح من الموقع و ربما أخرج خاوي الوفاض . فهل ربحي حرام ؟ هل رأسمالي الذي استثمرته حرام؟ أرجو ان تكون فهمت سؤالى و ارجوا ان لا اكون اطلت عليكم

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

إن كان الحال كما ذكرت، فلا يجوز لك التعامل مع هذه الشركة أو غيرها ممن يعمل بالطريقة المذكورة؛ لأنه نوع من المقامرة؛ لما فيه من مخاطرة مالية، فقد يستفيد أحد الطرفين بلا مقابل، أو بلا مقابل مكافئ، وقد يتضرر بدون خطإٍ ارتكبه، أو تسبب فيه؛ وهذا يدخل في الميسر الذي حرمه الله - تعالى - حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة :90]، والميسر هو كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم، وهو حرام بكل أنواعه وأشكاله وصوره، القديم منها والحديث.

أيضًا فقد ذكرت أنهم يأكلٌون أموال الناس بالباطل؛ وأخذ مال الغير بلا مقابل، وقد قال الله – تعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ } [النساء: 29].

إذا تقرر هذا، فيحرم الانتفاع بالأرباح التي تجنى من هذه المضاربات؛ لأنها أرباح ميسر ،، والله أعلم.