كيف ابتعد عن ذنب يطاردني

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

بالله عليكم افيدوني انا لم اجد سؤالي وانا سألت سؤالين في الفتوي ولم اجد الرد بالله عليكم افيدوني في اسرع وقت سؤال عن ذنب معين يطاردني والسؤال التاني عن هجر الزوج لزوجته بدون سبب

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالابتعاد عن الذنب إنما يكون بالتوبة النصوح، وهي الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود، مع الندم والاستغفار، ومهما كان الذنب يطارد صاحبه فإن أخذ النفس بالقوة، والبعد عن أسباب المعصية، والإكثار من الأعمال الصالحة، فمن تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه، فإن عاد إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضًا، وإذا تاب قبل الله توبته أيضًا، ولا يصر على المعصية، ولا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يصر؛ بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة. 

هذا، وستجد على موقعنا فتاوى واستشارات كثيرة تعينك على الثبات على الهداية والبعد عن الذنب.

أما هجر الزوج لزوجته بدون سبب، فلا يجوز لأن الشارع الحكيم جعل للزوجة حقوقًا كثيرة من النفقة والكسوة والوطء، وغير ذلك، فإذا هجرها صارت كالمعلقة التي لا زوج لها فتستريح وتستعد للتزوج، ولا ذات زوج يقوم بحقوقها؛ قال الله تعالى: { فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129].

فالل تعالى ذكر في محكم آياته حقيقة الزواج، وأنه سكن ورحمة ومعروف فقال سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]، وقال: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]، وقال: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [البقرة: 223]، وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

أما العلاج الشرعي لهجر الزوج فهو توسِّيط بعض العُقلاء من المعارف، لمعرفة أسباب الهجر  والعمل على حلها؛ كما أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]،، والله أعلم.