رد الهبه لأهل مطلقتي

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

حاول والد زوجتي أكثر من مره ان يهديني سياره بالكامل وكنت دائماً أرفض وبشده، بعد محاولات مستمره لمده ٦ سنوات وبعد ضغط من زوجتي حينها، أصر بأنهه سوف يشتري لي واحده مستعمله فرفضت واقترحت عليه شرائها لزوجتي فرفض، وأكد لي انها سوف تكون هبه دون قيد أو شرط وأصر بأن ابيع سيارتي القديمه وان يأخذ مني ثمنها ثم قام بإعطائي ثمن سياره مستعمله أحدث، فتبين لي لاحقا بعدها بأكثر من سنه ونصف زنا زوجتي وحصل الطلاق، فهل يجوز له طلب الهبه؟ واذا طلبها، هل وجب عليا ردها؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة العودة في الهبة إذا استوفت شروطها، وقالوا إن الهبة تلزم بالحيازة إن كان الواهب مؤهلاً للتصرف غير محجور عليه؛ لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس - رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: "ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه"، وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن ابن عمر وابن عباس- رضي الله عنهم-  أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحل لرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده".

غير أن الظاهر من أحوال الناس، أن هبة أهل الزوجة للزوج غالبًا ما تكون بسبب وجود الحياة الزوجية، فهي أشبه بشبكة الخطوبة التي لا تتمحض فيها الهبة، أو أشبه بالهبة بشرط العوض، أو الثواب، كمن يهب أحد بشرط أن يُعَوِّضه.

إذا تقرر هذا؛ فلوالد طليقتك أن يطالب بالسيارة التي أهداك إياها؛ لعدم قيام السبب الذي أشترها من أجله،، والله أعلم.