هل أترك الزواج نهائيا

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم هل طاعة امي برفض الزواج بمن احب واجبة ؟ وهل سيمسني العقوق والاثم لو لم اطعها ؟ علماً انه الشاب ذو دين والتزام واخلاق ،وجاء باهله من غير دوله لخطبتي ، وتم رفضه لانه من جنسية اخرى ، وذلك لان اختي تزوجت من ذي جنسية اخرى ولم تسعد معه ؟ لا ادري لما قاسوا حالتي بحالتها وسعادتي بسعادتها ، سيظلموني بسبب تجربتها التي تعتبر فاشلة نوعاً ما . وما حكم قراري بعدم الزواج من بعده وذلك لاني لن اسعد مع غيره ولن اعطيه حقه لان قلبي معلق بذلك الشاب ،وأنني اعلم بشرعية الزواج وسنته الا انني كرهت الزواج بغير الذي احب وليس لي رغبه في الزواج ، قضينا ثلاث سنين من عمرنا ونحن نخطط لهذه اللحظة والزواج من بعضنا ، ولا يغريني الارتباط بغيره او اكون اسره مع غيره ، والله تعلقت فيه لدرجة انني اشعر فيه وهو يبعد عني دول ، احببته واحببت اهله علماً انه اهله ذي دين والتزام ايضاً وامي لم تجد شي تنتقده فيهم الا انهم من غير جنسيه ، هل يلحقني بالاعراض عن الزواج من غير ذلك الشاب اثم وذلك خوفاً من ظلمي لغيره ولن اقوم بواجباتي الزوجية على اكمل وجه ؟ والله ليس لي نفس بغيره

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأفضل ما يعينك على تجاوز تلك المحنة هو تقوية الإيمان بقدر الله تعالى في قلبك، فالمؤمِنُ مأْمُور عند المصائب أنْ يصبرَ ويُسَلِّمَ، وإذا أصابَتْه مصيبةٌ من مرَض أو فقر وذُّل أو فقد حبيب= صبَر لحُكْم الله، وإن كان الابتلاء بسبب فعل غيرهم، صبر أيضًا وليقل قدر الله وما شاء فعل؛ فالقدر يحتجُّ به عند المصائب، وعند الذنوب أنْ يسْتغفرَ ويتوبَ؛ والله تعالى أمر في كتابه الكريم بالصبر على المصائب، والاستغفار من المعائب، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]، قال ابن مسْعود: هو الرجُل تُصيبه المصيبةُ، فيَعْلم أنَّها مِنْ عند الله، فيرضى ويُسَلِّم.

فهذا ما ينفعك العمل به في هذه الظروف، أن تصرفي نفسك عن هذا الحب ولتطوي تلك الصفحة، ودعك من التفكير في ترك الزواج الآن حتى تهدأ نفسك، حينها سيظهر لك الخير من الشر،، والله أعلم.