حكم الإدخار في البنك بدون فائدة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

ما حكم من يدخر المال في البنوك بدون الاستفادة من الزيادات؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد ذهب أكثر لجان الفتوى في العالم الإسلامي، إلى حرمة التعامل مع البنوك الربوية، لا بالأخذ منها، ولا بالإيداع فيها، ولا غير ذلك من التعاملات التي تعينهم على الربا، بوجه من الوجوه، وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي؛ لأنه يدخل في التعاون على الإثم الذي نهى الله عنه بقوله: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، إلا في حال الاضطرار، وعدم توفر بنك إسلامي.

إذا تقرر هذا، فلا يجوز إيداع المال في البنك الربوي بغرض الإدخار، إلا إن دعت الحاجة لذلك أو خاف على ماله من الضياع، ولم يوجد في بلده بنك إسلامي، وفي تلك الحال لا يترك الفوائد للبنك حتى لا ينفقها في الربا، ولكن يأخذها ويضعها في مصالح المسلمين بنية تبرئة النفس منها، وهو ما أفتت بذلك اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية حيث قالت:
"لا يجوز الإيداع في (البنك) الربوي، بقصد أخذ الفوائد الربوية، ولو كانت نية المودع أن ينفق الفوائد في وجه الخير، ولكن إن أودع لحاجة أو لغير حاجة، وحصل في ذلك على فوائد، فعلية أن يبادر إلى سحب أمواله وإيداعها بطريقة مشروعة".

هذا؛ والله أعلم.