أيهما أقدم دراسة الثانوية أم العلم الشرعي

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب ادرس بالثانوية ومقبل على امتحان الشهادة وفي هذه الفترة أحاول حفظ لقران و حفظ بعض المتون العلمية مع حضور مجالس الذكر بالمسجد ولكن بسبب الضغط علي بسبب الدرسة اتردد وأكون في حيرة هل أتوق عن لعلم الشرعي وأنكب على العلم الدنيوي لانال الشهادة وبعد ذلك رجع للعلم الشرعي أم لا ونا اعاني فتور نفسي شديد تجه لعلم الدنيوي أرشدوني وفقكم الله

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا على حِرصِك على حِفْظ كتاب الله تعالى، وطلَب العلم الشرعيِّ الشريف، ولا شك أنَّ ذلك مِن أعظم الأعمال والقُرُبات التي تُنال بها الدرجات العُلى، ولكن يجب عليك أولا ترتيب أَوْلَوِيَّاتك، وتنظيم وقتك، والتركيز على الأهمِّ فالأهم؛ فتُقدِّم الفرائض على النوافل، وواجب الوقت على غيره، وحديد الأهداف.

فما يجب عليك إنجازه الآن هو دراستك وعدم إضاعة الوقت، وتأجيل طلب العلم الشرعي لحين الانتهاء من المرحلة الثانوية، ثم تبدأ من جديد في الطلب، فواجب الوقت الآن هو دراستك، أما دراسة الشريعة فيمكن تأجيلُها أو حَبْس النَّفْس عنها، مهما كانتْ مُهمَّةً؛ لتتمكَّنَ مِن القيام بما هو أهمُّ ليعينك فيما بعد على علم الشريعة.

واستَعِنْ بالله، واصدُقْ مع الله، وقوِّ عزيمتَك، وأحسن التوكل عليه، فإن مِن ثمرات التوكُّل على الله، وإحسان الظن به، والاستعانة به، واللوز بجنابه - أثرًا بالغًا في تيسير جميع الأمور، ومنها طلَب العلم.

وحافظ على الفرائض وأعظمها الصلاة، وأكثر من الدعاء؛ فاللهُ تعالى شَكورٌ جواد كريمٌ، ودودٌ رحيمٌ، إذا اطَّلَع منك على صِدْق الرغبة في حِفْظ كتابه، فإنه سيُعينُك ويُيَسِّر لك؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40].

 فالإيمانُ كلُّه نورٌ، ومآلُه إلى نورٍ، ومُستقرُّه في القلب المضيء المستنير،، والله أعلم.