هل يسقط اثم الزاني بالزواج بمن نا بها
خالد عبد المنعم الرفاعي
هل يسقط اثم رجل زنا بامرأة ثم تزوج بها بعد التوبه؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإذا تاب كل من الزاني والزَّانية توبةً نصوحًا، جاز لهما الزواج؛ قال تعالى - بعد ذِكْر الوعيد لأهْلِ الزِّنا -: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 70، 71].
وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد، عن قتادة، عن جابر بن عبدالله، وسعيد بن المسيب، وسعبد بن جبير؛ في الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها؛ فقالوا: "لا بأس بذلك إذا تابا وأصلحا وكرها ما كان".
أما ذنب الزنا فلا يسقط إلا بالتوبة النصوح والندم والاستغفار، مع الإكثار من الأعمال الصالحة؛{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
وروى أحمد والترمذي عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"،، والله أعلم.