ما حكم حفظ القراءن بنية ادخال السرور على قلب امي

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم هل حفظ القراءن الكريم بنية ادخال السرور لقلب امي واسعادها يعد حرام او ينقص من اجري ويحرمني ثواب حفظ القراءن لان نيتي هي اسعاد والدتي ويجب ان تكون نيتي لله ارجوا الافادة وشكرا جزيلا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعْدُ:

فقد أجمع أهل العلم على أن الإخلاص شرط في صحة العمل الصالح،  وهو قَصَد وجْه الله - عزَّ وجل - بالعبادة؛ لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]،  لقولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"؛ متَّفق عليْه.

وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه".

عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري، وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك"

إذا تقر هذا؛ فالذي يظهر أنه لا يجوز للابن أن يقصد بحفظ القرآن الكريم وجه الله تعالى وإسعاد الأم، وإنما يخلص الطاعة لله وحده لا شريك له، وسعادة الأم بحفظ ابنها لكتاب الله ستأتي تبعًا لا قصدًا؛  كما في صحيح مسلم عن أبي ذر، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن"، وفي رواية ويحبه الناس عليه، فلو قُصد بالطاعة رضا الناس وحبهم ابتداء لحبط عمله، فتأمل! فرضا الله تعالى عن طاعة المسلم، ومحبته له تكون سببًا لمحبة الخلق؛ كما في الحديث أبي هريرة في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض"، وهذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم، وإلا فالتعرض مذموم ورياء،، والله أعلم.