إفطار رمضان عمدا ورد المظالم
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبعد، شاب يسأل هذ السؤال بعد أن أفطر عمدا عدة رمضانيات ماضية بالعادة السرية لأنه كان مبتلى بها والآن سؤاله ماذا عليه أن يفعل؟؟ وقد كان يعمل عند صاحب محل للمواد الغذائية وكان يسرقه ويأخذ المال عمدا طوال ست أشهر والآن ندم على ما فعله ويريد أن يرد قيمة الأموال التي أخذها دون حق وعنوة ولكن المشكلة أنه لايملك هذا المال ليرده لصاحب الدكان فماذا عليه أن يفعل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فقد سبق أن بينا أن من أفطر في رمضان عمدًا بغير عذر شرعي يبيح الإفطار أنه لا يمكنه القضاء، وإن فعله لن يقبل منه، في فتوى: هل يشرع قضاء الصوم لمن تعمد الإفطار؟
أما التوبة من السرقة، فيجب عليك ردّ الأموال المسروقة؛ فحقوق العباد لا تسقطها التوبة ولا العبادات كالحج أو الصلاة أو الصيام، فإما أن تطلب المسامحة صاحب المحل، أو تردها إليه في أول أوقات التمكن؛ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 493):
"أن صحة التوبة فيما بينه وبين الله لا تسقط حقوق العباد من العقوبة المشروعة في الدنيا، فإن من تاب من قتل أو قذف أو قطع طريق أو غير ذلك فيما بينه وبين الله، فإن ذلك لا يسقط حقوق العباد من القَوَد، وحد القذف، وضمان المال، فإن كانت التوبة يغفر له بها ذنبه المتعلق بحق الله وحق عباده، فإن ذلك لا يوجب سقوط حقوق العباد من العقوبة". اهـ. مختصرًا.
هذا؛ والله أعلم.