حكم ختم القرآن الكريم جماعة
خالد عبد المنعم الرفاعي
قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية مشروع ولكن بشرط ألا يتخذ عادة دائمة كالسنن، وسواء اجتمع القارئون في مكان واحد، أو عبر شبكة التواصل.
- التصنيفات: فقه العبادات -
ما حكم الختمة القرانية التي يقوم بها مجموعة من الاقارب و الاصدقاء عبر شبكة التواصل الاجتماعي بان يقوم كل واحد منهم بقراءة جزءا او جزاين من المصحف الى ان ينتهوا من قرائته كاملا ثم يقوموا في الاخير بدعاء ختم القران
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فإن قراءة القرآن الكريم بصورة جماعية مشروع ولكن بشرط ألا يتخذ عادة دائمة كالسنن، وسواء اجتمع القارئون في مكان واحد، أو عبر شبكة التواصل، فيقرأ كل واحد منهم لنفسه، أو يقرأ أحدهم ويستمع الآخرون، أو يقرأ كل منهم جزء من القرآن أو ما تيسر له، ثم يكمل الآخر، وهكذا، وهو المعروف عند أهل العلم بالإدارة؛ يعني: أن تدور النوبة على كل منهم بالقراءة، فتحصل القراءة من القارئ ويشاركه الأخرون باستماع القراءة، وكل هذا من التعاون على فعل الطاعات، فضلاً عن أن كل من القراءة والسماع عبادة مستحبة دلت عليها السنة المشرفة.
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": "الاجتماع لذِكْر الله، واستماع كتابه، والدعاء، عملٌ صالحٌ، وهو من أفضل القُرُبات والعبادات في الأوقات ... لكن ينبغي أن يكون هذا - أحياناً - في بعض الأوقات والأمكنة؛ فلا يُجْعَل سُنَّةً راتبةً يُحافظ عليها إلا ما سنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المداومة عليه في الجماعات؛ من الصلوات الخمس في الجماعات، ومن الجُمُعات والأعياد .. ونحو ذلك".
أما دعاء ختم القرآن فلا يشرع في تلك الصورة الواردة، لأن هذه ليست الختمة المعروفة عند العلماء، وإنما كل واحد قد قرأ قدرًا لا يبلغ الختمة.
وعليه، فلا يشرع دعاء ختم القرآن بعد تلك القراءة، ولكن قد تكون هذه من طرق التعاون على البر والتقوى، والإعانة على عمل الخير، ولكن بدون أن تتخذ عادة دائمة كما نبه الأئمة على ذلك،، والله أعلم.