ما حكم معاشرة الزوجة في نهار رمضان بسبب عذر شرعي؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

أما الجماع بعذر فإن كان مراد السائل أن من أفطر بعذر يبيح الإفطار كالسفر أو المرض أو الجوع والعطش المفرط غير المتحمل، فهولاء يجوز لهم جماع الزوجة إن كانت مفطرة بعذر شرعي مثله.

  • التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال:

ما حكم معاشرة الزوجة في نهار رمضان بسبب عذر شرعي؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:

فإن الجماع في نهار رمضان كبيرة من أكبر الكبائر توجب التوبة والندمَ على ما فات، والعزِم على عدم العود مستقبلاً، كما توجب الكفارة وهي: عِتقُ رقبة، فإن لم تجد - كما هو الغالب في تلك الأيام - فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطعْ فإطعام ستين مسكيناً مما تَطْعَمُه - أي من طعام أهل البلد - لما رواه الشيخان من حديث أبيهريرة - رضي الله عنه - أنه قال: "بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذجاءه رجل فقال: يا رسول الله هلَكْتُ، قال: (ما لك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال: لا، فقال: (فهل تجِدُ إطعامَ ستّينَ مسكينًا؟) قال: لا، قال: فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينما نحن على ذلك أُتي النبيُّ صلى الله عليه بِعَرَق فيه تمر – والعَرَقُ: المكتل - فقال: (أين السائل؟) فقال: أنا، فقال: (خذه فتصدَّقبه)... إلى آخر الحديث"؛ واللفظ للبخاري.

أما الجماع بعذر فإن كان مراد السائل أن من أفطر بعذر يبيح الإفطار كالسفر أو المرض أو الجوع والعطش المفرط غير المتحمل، فهولاء يجوز لهم جماع الزوجة إن كانت مفطرة بعذر شرعي مثله، كمرض أو سفر؛ لأن الصائم إن أفطر بعذر فلا يلزمه الإمساك بقية اليوم عند جمهور الفقهاء المتبعين.

وإن كانت صائمة: فلا يجوز لهما الجماع.

وعليه، فيجوز الجماع لمن أفطر هو وزوجته بعذر شرعي معتبر ، كما يجوز لهما الأكل والشرب؛ لأن الجميع حُرم من أجل الصيام، فيباح الجميع للمفطر بعذر،، والله أعلم.