حكم خطبة فتاة اعترفت بالزنى

خالد عبد المنعم الرفاعي

فقد أحسنت بالبعد عن تلك الفتاة، فالعاقل لا يخاطر بدينه وعرضه في أمر كهذا، أما هي فإن تابت وحسنت توبتها فلا بد أن يظهر ذلك عليها في حجابها وخلقها وجميع شأنها.

  • التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم تعرفت على فتاة موخرا و اعجبتني بذكائها و اخلاقها و نويت التقدم لخطبتها لكن كانت هناك عدة عوائق حيث كانت لا ترتدي الحجاب بحكم انها من عائلة غير متدينة كثيرا ( يعني هم مسلمين لكن غير محافظين ان صح التعبير ) لكنها اخبرتني انها تنوي وضع الحجاب وهذا ما اعجبني فيها , و لما اخبرتها بنيتي اني انوي التقدم لخطبتها صارحتني انها كانت بعلاقة مع احد و قد زنت معه واخبرتني انها ندمت ندما شديدا و اعتزلت تلك الاشياء و تابت , لكني انصدمت من سماع الخبر يعني الحجاب تقبلته على اساس رح تضعه وقت الخطوبة وهو مما زاد شكي في توبتها لاني اعلم ان من تاب لله يبدل سيئاته حسنات لكنها حتى لم تضع الحجاب ( من المفروض انه اول شي تعمله للتوبة ان تستر شعرها و جسدها ) فارتبكت و غيرت راي بشان خطبتها ,والان ضميري يونبني انا احس اني ظلمتها بما انها صارحتني و ليست اي فتاة تصارحك بامر كهذا انا محتار والله وانا متأكد اني جرحت مشاعرها بشكل كبير جدا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا يخفى عليك أن من أعْظم مقاصِد النِّكاح: التعاوُنَ على الدِّين، وبناء بيت مسلم يصلح كبيئة طيبة لتربية النشأ، ولذلك فقد حسم الشارع الحكيم مسألة اختيار الزوجة، فيجب أن تكون صاحبة خلق ودين، وملتزمة بالحجاب الشرعي، ولا تتلبس بالمحرمات الظاهرة؛ فقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه -: "تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين - تربت يداك"، وقال: "المَرْأة تُنْكَح على دينِها، ومالِها، وجَمالها، فعليْك بذات الدين - ترِبت يداك"؛ رواه مسلم عن جابر.

والظَّفر في اللغة: هو نِهاية المطْلوب وغاية البُغْية؛ قال الحافِظ ابنُ حجر: "والمعنى: أنَّ اللاَّئق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه في كلِّ شيْءٍ، لاسيَّما فيما تطول صحبتُه، فأمره النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بتحْصيل صاحبةِ الدِّين، الذي هو غاية البغية".

وقال الشَّوكاني في "النيل": "ولهذا قيل: إنَّ معنى حديث الباب الإخْبار منه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِما يفعلُه النَّاس في العادة، فإنَّهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدِّين، فاظفر - أيُّها المسترشِد - بذات الدين".

إذا عرف هذا، فقد أحسنت بالبعد عن تلك الفتاة، فالعاقل لا يخاطر بدينه وعرضه في أمر كهذا، أما هي فإن تابت وحسنت توبتها فلا بد أن يظهر ذلك عليها في حجابها وخلقها وجميع شأنها،، والله أعلم