معنى قول: الرُّؤْيَا على رجْلي طَائِر

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

حديث الرسول صلى الله عليه و سلم الذي يقول "الرُّؤْيَا على رجْل طَائِرما لم تعبر،  فإذا عبرت وقعت" فهل إذا قرأت كتاب تفسير أو قرأت في مواقع تفسير الرؤى تفسير رؤية رأيتها فهل بذلك تكون كأن شخصا ما عبرها لي و سوف تقع ؟؟ أم أن قراءتي لكتب تفسير لشيء ما رأيته في المنام لا يحقق تفسير الرؤية ؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالحديث المذكور رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي رزين، وليس معناه أن تعبير أي أحد للرؤيا يحولها أو يزيلها عما قدره الله، وإنما قصد رسول اللهصلى الله عليه وسلم العالم بتعبير الرؤى، والموفق في تفسيرها، والموثوق برأيه وأمانته، فليس كل من فسر الرؤيا من الناس تقع كما فسرها، كما بين أنها رجلي طائر بمعنى أنها لا يستقر قرارها ما لم تعبر.

قال الإمام ابن قتيبة في كتابه "تأويل مختلف الحديث" (ص: 483-484):

"إن هذا الكلام خرج مخرج كلام العرب وهم يقولون للشيء، إذا لم يستقر: "هو على رجل طائر، وبين مخاليب طائر، وعلى قرن ظبي"، يريدون: أنه لا يطمئن ولا يقف.

قال رجل في الحجاج بن يوسف:

كأن فؤادي بين أظفار طائر ... من الخوف في جو السماء محلق

حذار امرئ قد كنت أعلم أنه ... متى ما يعد من نفسه الشر يصدق

وقال امرؤ القيس:

ولا مثل يوم في قدار ظللته ... كأني وأصحابي على قرن أعفرا

يريد: أنا لا نستقر ولا نطمئن، فكأنا على قرن ظبي، وكذلك الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، يراد أنها تجول في الهواء حتى تعبر، فإذا عبرت وقعت.

ولم يرد أن كل من عبرها من الناس وقعت كما عبر، وإنما أراد بذلك العالم بها، المصيب الموفق.

وكيف يكون الجاهل المخطئ في عبارتها، لها عابرًا، وهو لم يصب ولم يقارب؟ وإنما يكون عابرًا لها، إذا أصاب.

يقول الله عز وجل: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43]، يريد: إن كنتم تعلمون عبارتها". اهـ. مختصرًا.

إذا تقرر هذا؛ فإن قراءة معنى ما ترى في المنام في كتب تفسير الرؤى لا يعبرها،، والله أعلم.