حكم دخول المرأة مواقع التواصل باسم الرجل

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

.. لقد تعرفت على كثير من الأشخاص في صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي وهم يظنون اني شاب ف انا لم اكذب سوى باسمي وضميري يأنبني ف انا لااستيطع أن أخبرهم بأني بنت لم أكن اريد ان اصل الى هذا الحد فقد تعرفت حتى على فتيات لاكن يعلم الله اني لم أتحدث معهم الا بأسلوب فتاه لم يكن هناك بيني ألاحاديث عاديه جداولا أريد أن اعلق احد فيني ولقد ذهبت بحسابي الشخصي وتعرفت على هذه الفتاه ولم استطيع ان اقول لهااني انا من تواصلت معها باسم الشاب هذا ليس طريقي اعرف اني غلطت لكن ماحكم ذالك ف انا اريد ان ابعد عن هذا الشي

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإن الكذب رأس الذنوب، وهو يؤسسها، ويبطل الحق ويرد الصدق، وهو جماع النفاق كما قال الحسن، فالذي يكذب متخلق بأخلاق المنافقين؛ لأن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وهذا المعنى موجود في الذي يكذب؛ ولذلك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب من خصال المنافق، وعلامة ودليل عليه؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".

وقد فطر الله الإنسان على استقباح الكذب، وجاءت شريعة الله بما استقر في العقول قبحه، فحرم الله الكذب تحريمًا قاطعًا، فلا يجوز الكذب بحال إلا عند الضرورة، أو ما رخص فيه الشارع، وقد حذر الشارع الحكيم ورهَّب من فعله؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابًا)).

فيجب عليك التوبةُ النصوحُ من الكذب، ومن شُرُوط التوبةِ الإقلاع عن الذنب بغلق الحساب المشار إليه، والعزم على عدم العود في المستقبل، والندم على فعله؛ فالله تعالى أوجب على المسلم التوبة من كل معصية وذنب، وقد تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة، والمسارعة إليها، وأجمع على ذلك أئمة الإسلام، قال الله تعالى{ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} وقال تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ؛ وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة. رواه أبو داود والترمذي وعن أبي بردة عن الأغر قال سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول ((إنه ليغن على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة)) رواه أحمد وعن ابن عمر قال: ((إن كنا لنعد لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم)) رواه أبو داود. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره)) رواه مسلم.

هذا؛ والله أعلم.