فوائد البنوك علي الحساب الجاري و طريقة التخلص منها

خالد عبد المنعم الرفاعي

...لا يجوز التعامل مع البنوك الربوية، لا بالأخذ منها، ولا بالإيداع فيها، ولا غير ذلك من التعاملات التي تعينهم على الربا، بوجه من الوجوه، وكل ذلك داخل في التعاون على الإثم الذي نهى الله عنه.

  • التصنيفات: الربا والفوائد -
السؤال:

حيث ان كل انسان يحتاج ان يحفظ ماله في مكان امين من الضياع او السرقة فليس مكان امن مثل البنوك و لما تم ايداع مبلغ من المال بالبنك الذي ليس لدية حسابات جارية بدون فوائد ، فما التصرف في الفوائد التى يضيفها البنك الى رصيد الحساب ، مع العلم ان البنك يخصم مبلغ شهري مقابل الاحتفاظ بالنقود لديه؟ هل نحسب الفوائد و نخصم منها ما ياخذه البنك مقابل حفظ المال لديه و التخلص من الباقي في اعمال البر دون رغبة في الثواب ؟؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإنه يَحْرُم على المُسلِم أن يضع أمواله في المصارف (البنوك) الرِّبَويَّةِ، سواء كان ذلك في الحساب الجاري (بدون فائدة)، أو في حساب التوفير (بفائدة)، إلا إذا دعت الضرورة أو الحاجة الشديدة أو المصلحة الراجحة؛ كأن يخاف على أمواله السرقةَ أو التَّلَف ونحو ذلك، فحينئِذٍ يجوز له حِفْظَهَا فِي الحِسابِ الجارِي إذا لم يَجِد مصرفاً (بنكاً) إسلامِيّاً يحفظها فيه، وتنتهي الضرورة بوجود البنك الإسلامي .

أما فوائدَ البنك الربوي فيجب التخلص منها في وجوه الخير، ونفقتها على الفقراء والمساكين، ولا ينتفع بها بأي وجه من الوجوه حتى في دفع مصاريف البنك. 

قال العَلاَّمَةُ علي السالوس في كتابه "موسوعة الاقتصاد الإسلامي": "أما الحسابات الجارية (بدون فائدة) فمن عرف أعمال (البنك) أدرك أنها تستهلك نسبة كبيرة من أرصدة هذه الحسابات كما أن (البنك) في جميع الحالات ضامن لرد المثل، فلو كانت وديعة لما كان ضامناً، ولما جاز له استهلاكها".

إذا تقرر هذا، فلا يجوز التعامل مع البنوك الربوية، لا بالأخذ منها، ولا بالإيداع فيها، ولا غير ذلك من التعاملات التي تعينهم على الربا، بوجه من الوجوه، وكل ذلك داخل في التعاون على الإثم الذي نهى الله عنه بقوله: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، إلا في عدم توفر بنك إسلامي ودعت المصلحة كما سبق بيانه.

ولمزيد فائدة تراجع فتوى: دفع رسوم البنوك من الفوائد الربوية،، والله أعلم.