هل القرآن يدل على أن للصلاة ثلاثة مواقت

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

هل القرآن يدل على أن للصلاة ثلاثة مواقت

وقوله تعالى : { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } [الإسراء: 78] هنا توجد ثلاثة اوقات للصلاة لماذا نصلي خمس اوقات حسب الآية الكريمة. وجزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالآية الكريمة تدل على مواقيت الصلوات الخمس، ولا يفهم منها حصر أوقات الصلاة في ثلاثة فقط، فالآية موافقة لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث كثيرة بلغت حد التواتر  تحدد مواقت الصلوات الخمس؛ لأن الدلوك هو الزوال، وقد روي عن ابن عمر، أن دلوك الشمس ميلها، وعن ابن عباس، أن دلوك الشمس، إذا جاء الليل.

فالدلوك فسر بالزوال، وفسر بالغروب وليس هذا بقولين؛ لأن اللفظ يتناولهما معا؛ فإن الدلوك هو الميل. ودلوك الشمس ميلها، ولهذا الميل مبتدأ ومنتهى فمبتدؤه الزوال، ومنتهاه الغروب، فكلمة الدلوك مشترك معنوي، يشمل هذا وهذا.

جاء في  "الاستذكار" (1/ 23):

قول الله تعالى ({ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ،} [الإسراء: 78]، قال مالك: أوقات الصلاة في كتاب الله، قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}، يعني الظهر والعصر، {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} يعني المغرب والعشاء {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، يعني صلاة الفجر.

وقد قال ذلك قبله جماعة من العلماء بتأويل القرآن منهم بن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم، وروي عن بن عباس أيضا وطائفة أنهم قالوا أوقات الصلوات في كتاب الله تعالى قوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]، فـ{حِينَ تُمْسُونَ}، المغرب والعشاء، {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}، الصبح، {وَعَشِيًّا}، العصر، {وَحِينَ تُظْهِرُونَ}، الظهر". اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (21/ 435): "والدلوك هو الزوال، وغسق الليل هو اجتماع ظلمة الليل وهذا يكون بعد مغيب الشفق، فأمر الله بالصلاة من الدلوك إلى الغسق فرض في ذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ودل ذلك على أن هذا كله وقت الصلاة فمن الدلوك إلى المغرب وقت الصلاة، ومن المغرب إلى غسق الليل وقت الصلاة، وقال: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}، لأن الفجر خصت بطول القراءة فيها". اهـ.

وعليه فالآية الكريمة تدل على المواقت الخمس للصلاة، وهو ما دلت عليه الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم،، والله أعلم.