العبادة من اجل مصلحة دنيوية
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا احبك في الله سؤالي هو انا اي عمل اقوبم به لاجل مصلحة دنيوية علم اني اكره هذا الشيء ودائما ادعو الله في صلاتي وفي يوم الجمعة وفي كل وقت ايظا ان يخلصني من هذا الشيء الكريه وان يجعل عملي خالصة لوجهه الكريم @سؤالي اولا: هل يعتبر عملي لله لاني انا اكره هذا الشيء وادعوالله ان يجعل عملي خالص ام لايعتبر حتى ولو كنت ادعوالله واكره ذلك ياشيخي @سؤالي الثاني: كيف اجعل عملي لوجه الله علما اني سمعت احد شي
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعْدُ:
فإن تحقيق الإخلاص من أعظم الأصول التي حث عليها الإسلام؛ قال الله – تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]، وقال: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نَوَى))؛ متفق عليه من حديث ابن عمر.
ولا يقبل الله - تعالى - من الأعمال إلا ما كان خالصًا صوابًا، قال الفضيل: "أحسن عملًا أخْلَصُهُ وأصْوَبُهُ"، وقال: "إن العمل إذا كان خالصًا، ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل؛ حتى يكون خالصًا صوابًا"، والخالص هو: ما ابتُغِيَ به وجه الله، والصواب هو: ما كان موافقًا لهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيم - في "مدارج السالكين" (2 / 92) -:
"قال الجنيد: الإخلاص سر بين الله، وبين العبد، لا يعلمه مَلَكٌ فيكتُبُهُ، ولا شيطان فيُفْسِدُهُ، ولا هوى فيُمَيلُهُ، وقيل لسهل: أيُّ شيء أشدُّ على النفس؟ فقال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب.
وقال بعضهم: الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدًا غير الله، ولا مجازيًا سواه، وقال مكحول: ما أخلص عبد - قطُّ - أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبِهِ على لسانِهِ، وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه يَنْبُتُ على لونٍ آخَرَ.
وقال أبو سليمان الداراني: إذا أَخْلَصَ العبدُ، انقَطَعَتْ عنه كثرةُ الوساوس والرياء" . انتهى.
والعمل إذا لم يكن خالصًا لوجه الله - تعالى - رُدَّ على صاحبه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أَشْرَكَ فيه معي غيري، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
والحاصل أن إخلاص القلب هو الأصل، كما في حديث النعمان بن بشير - المتفق عليه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجسد مُضْغَةً، إذا صلَحتْ صلح لها سائرُ الجسد، وإذا فسدتْ فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)) فصلاحه وفساده يستلزم صلاح الجسد وفساده، ومن ثمّ صلاح العمل أو فساده.
قال أبو هريرة: القلب ملك الأعضاء، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابتْ جنودُه، وإذا خبُث خبثتْ جنودُه.
النِّيَّة الصالحة في كل عمل هي: أن تقصد به وجْهَ الله - عزَّ وجل - وكل هذا يحتاج إلى مجاهدة النفس وأخذها بالشدة وحملها على الحق،، والله أعلم.