حكم الصور والرسوم التعليمية
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم اريد ان اعرف ما حكم كتب الاطفال التي تحتوي علي رسوم لحيوانات وغيرها لغرض التعلم وهل تطرد الملائكة من البيت وما حكم الكتب المدرسيه المحتوية علي صور فوتوغرافيه للتعلم أيضا
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالشارع الحكيم أباح استخدام اللعب المجسمة للأطفال من أجل المصلحة الراجحة على مفسدة الصورة، وهو مذهب جمهور الفقهاء، فقد استثنى أكثر أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة من تحريم التصوير وصناعة التماثيل - لعبَ البنات، والحكم من هذا تدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن.
قال النووي - رحمه الله -: "يُستثنى من منع تصوير مما له ظل ومن اتخاذه لعبُ البنات؛ لما ورد من الرخصة في ذلك"، سواء كانت اللعب على هيئة إنسان أو حيوان، مجسمة أو غير مجسمة، لها نظير في الحيوانات أم لا".
والدليل على ذلك والدليل على ذلك حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كنت ألعب بالبنات عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه (أي: يتغيبن عنه)؛ فيسربهن إليّ (أي: يرسلهن إليّ) فيلعبن معي))؛ رواه البخاري.
وروى أبو داود والنسائي عنها - رضي الله عنها - قالت: ((قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر؛ فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع؛ فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: ما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه)).
ولا شك أن مصلحة تعليم الصغار لا تقل عن مصلحة تدريب البنات من صغرهن حمل الأولاد، لأن الصورة أسهل شيء عند الصغير في التعليم، فمثلاً: توضع له صور الحيوانات للتميز بينها، وهكذا، والشريعة الإسلامية مبناها على المصلحة الراجحة، ولذلك أجاز أكثر أهل العلم الصور التعليمية.
إذا تقرر هذا فالصور التعليمية لا تمنع من دخول الملائكة من البيوت لأنها من جملة المباحات،، والله أعلم