افتض غشاء البكارة بسبب العادة السرية فهل اخبر خطيبي
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم... انا فتاة عمري 19 عاماً ، في عمر 14 كنت امارس العادة السرية و لم اكن اعلم انها حرام و لكني تبت بعد ان علمت و لكن بسبب فعلها فقدت غشاء البكارة.... الان انا مخطوبة و خطيبي رجل طيب و علي دين و خلق... هل يجب علي اخباره بهاذا الامر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ندبا الشارع الحكيم إلى الاستتار بستر الله لكل من وقع في معصية كبيرة أو صغيرة؛ ففي الصحيح جاء "ماعز" يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "طهِّرني"، قال له: ((ويحَك، ارجع فاستغفر الله وتُب إليه))، وهو ما نصَحه به الصدِّيق الأكبر أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما حيث قالا له: "تب إلى الله، واستتر بستْر الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده".
وعن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله"؛ رواه مالك في الموطأ.
أيضًا فإن ذكر المعصية أو ما ترتب عليها مِن المجاهرة التي تَجلب البلايا والعلل؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح - وقد ستره الله - فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه))؛ متفق عليه.
قال ابن حجر - في فتح الباري (19 / 238) -: "يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله - تعالى - ويستر نفسه، ولا يذكر ذلك لأحد؛ كما أشار به أبو بكر وعمر على ماعز، وأن من اطلع على ذلك يستر عليه بما ذكرنا، ولا يفضحه، ولا يرفعه إلى الإمام؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة -: ((لو سترته بثوبك، لكان خيرًا لك))، وبهذا جزم الشافعي - رضي الله عنه - فقال: "أحب لمن أصاب ذنبًا، فستره الله عليه أن يستره على نفسه، ويتوب، واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر".
إذا تقرر هذا، فاستري على نفسك ولا تخبري خطيبك بسبب افتضاض غشاء البكارة، وليس ذلك من الغش ولا من الخداع؛ لأنك في حكم البكر حيث إنه لم يحصل جماع، والنكاح صحيح مادام استوفى شروط الصحة، وإذا سألك فلا تخبريه، وفي المعاريض مندوحةً عن الكذب؛ يعني: سعة المعاريض التي يُوهم بها السامع غيرَ ما عناه، وأخبريه أن البكارة تزول بأشياء كثيرة كالحيضة الشديدة والوثبة، ولكن إن أساء بك الظن فاخبريه من باب أقل الضررين؛ لأن افتضاض البكارة بالعادة أهون بكثير من ظن الوقوع في الفاحشة،، والله أعلم.