حكم زيارة الأهرامات
خالد عبد المنعم الرفاعي
هل يجوز زيارة الأهرامات والآثار الفِرعَونيَّة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأهرامات والآثار الفِرعَونيَّة - في الغالب - هي قبورُ الفراعِنةِ المشركين عبَّادِ الأوثان، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تَدخُلوا على هؤلاء المُعذَّبين، إلَّا أن تكونوا باكِين، فإن لم تكونوا باكين فلا تَدخُلوا عليهم؛ لا يُصيبُكم ما أصابهم))؛ رواه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما.
فمن دخَل للنظر في آثارهم، وللاعتبار والاتِّعاظ بحالِهم، والتَّأمُّل في عاقِبَتهم، وكيف أن قوَّتَهم ما دَفَعَت عنهم، ولم يَبقَ إلَّا آثارُهم وأخبارُهم؟! ويأخُذ من ذلك العِبرة والموعِظةَ، ويَستَعِدُ للآخرة، ويَعمَل عملًا صالحًا، ويَعرِف أن العمل الصالح هو الذي يَبقى، وهو سبب النجاة؛ فلا مانِع من ذلك - إن شاء الله - ما لم تَشتَمِل تلك الزِّيارة على مَحظورٍ آخر، وإذا لم يُصاحِبُه مُحَرَّم؛ مثل شُرب الخمرِ، أو الزِّنا، أو النَّظر إلى النِّساء الأجنبيَّات، أو القِمَار، أو الاختلاط، أو غير ذلك من المُحَرَّمات، وما لم يؤدِّ إلى تَرْكِ واجب، وأَمِنَ الشخص الوقوعَ في المُحَرَّمات؛ قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ} [غافر: 21].
وعليه؛ فإنْ أَمِن المسلم على نفسه عند زيارة هذه الأماكن السِّياحيَّة من المَحظوراتِ الشرعيَّةِ فلا بأس؛ للمعاني المُشارِ إليها سابِقًا.
أما إن تَعذَّر عليه النَّجاةُ من المَحاذير الشرعيَّة فلا يجوز الإقدام عليها، لاسيما وتلك الأماكن - غالبًا - مَليئةٌ بالعُرْي والعَرْبَدَةِ؛ وقد نصَّ أهل العلم على حُرمَة التَّواجُد بمكانٍ يَرَى فيه المُنكَر ولا يَقْدِرُ على تغييره، أو يَخافُ من الوقوع في مُحَرَّم، إلا لضرورة مُلْجِئَةٍ،، والله أعلم.