حكم الوظيفة التي تُنال بالكذب

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

انا قدمت على إمام مسجد ومن المستندات المطلوبة توقيع جماعة المسجد، لكن انا استعجلت و اخطأت بأنني جعلت أُناس آخرين يزكونني علمًا أن التوقيع ليس توقيع جماعة المسجد الذي اريد ان اعمل فيه، والان أتت الموافقة على طلبي للوظيفة وضميري يؤنبني ولم اطمئن فقمت بتغيير مسجد آخر وايضًا مشهد توقيع جماعة المسجد بشكل صحيح ومصداقية من غير تلاعب، ولكن مازلت لم ارتاح اخشى ان يكون في مالي شبهة او يكون كله حرامًا علمًا ان الوظيفة قد تكون قريبة ، فهل تغييري للمسجد بتوقيع جديد بذلك لايكون عليّ شي؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد أخطأت في استعجال الأمر حتى جرك إلى الوقوع في المحذور، ويجب عليك التوبة إلى الله، والاستغفار والعزم على عدم العود، وهي من أجلّ العبادات، وهي واجبة على جميع عباد الله تعالى، ولا شيء عليك أكثر من هذا.

أما العمل بتلك التزكيات والتوقيعات، فلا حرج به إن أتقنت عملك، ونرجو ألا يكون عليك لاحرج، وحالك أشبه بمن عمل في وظيفة بشهادة حصل عليها بالغش، ولكنه متقن لذلك العمل، فالعبرة بإتقان العمل بعد التوبة من الغش أو الذنب، وقد أجاز أكثر أهل العلم العمل بالشهادات التي حصل عليها بالغش إن كان صاحبها يجيد مهارات الوظيفة،، والله أعلم.