من أدرك بعض صلاة التراويح مع الامام
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم بالنسبة لحديث من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة هل لو كان الامام يصلي ٨ ركع وانا ادركت فقط اخر اربع ركعات هل يكتب لي قيام ليلة؟
الحمد لله، والصَّلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومَن وَالاَه، وبعد:
فقد دلت السنة المشرفة أن من صلى التراويح مع الإمام حتى ينصرف يحصل له ثواب ليلة كاملة ثواب صلاة النفل؛ كما في مسند أحمد، وأصحاب السُّنَن، عن أبي ذَر، قال: صُمْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُصَلِّ بنا، حتى بقيَ سبع منَ الشهر، فقام بنا حتى ذَهَبَ ثُلُث الليل، ثم لم يقم بنا في الثالثة، وقام بنا في الخامِسة، حتى ذهب شَطْر الليل، فقلنا: يا رسول الله، لو نَفَّلْتَنَا بقيَّة ليلتنا هذه، فقال: ((إنَّه مَن قامَ مع الإمام حتى يَنْصَرِفَ، كُتِبَ له قيام ليلة))، ثم لم يقم بنا حتى بقيَ ثلاث منَ الشَّهر، فصَلَّى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلتُ له: وما الفَلاح؟، قال: ((السحور)).
والحديث ظاهر الدلالة أن المراد حضور القيام مع الإمام من بدايته إلى أن يصلي معه الوتر؛ ويؤيد ذلك رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه بلفظ: "من قام مع الإمام"، فإن لفظ القيام ظاهر في معنى صلاة الليل أي التراويح، ويؤيده أيضاً أن أبا ذر سأله - صلى الله عليه وسلم - أن ينفّل بقية الليلة، وهذا يقتضي أن يجيب بأنه لا يحتاج إلى قيام بقية الليلة؛ لأن ثواب الليلة التامة قد حصل بالقدر الذي قام بهم.
إذا تقرر هذا؛ فمن صلى مع الإمام بعض الصلاة ولم يدركها كلها فلا يدخل في الحديث، إلا لو تخلف عنها عذر فيرجى من الله أن يكتب له الأجر كاملاً؛ لقولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمال بالنِّيَّات))؛ متَّفق عليْه.