حكم الانتفاع بزيادة الراتب بسبب ترقية غير مستحقة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قدمت دراسة غير صحيحة لغرض ترقية في المنصب وذلك له زيادة في الراتب والان ندمت وتبت كيف اتحلل من المال الحرام وقد اصبح براتبي الشهري جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن الشارع الحكيم حرم الغشَّ وجعله من كبائِر الذنوبِ، وقد تبرأ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم من فاعِلِه فقال- صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ((من غشنا فليس منا))؛أخرجه مسلم،عن أبي هريرة، وروى عنه في حديث آخر: ((من غش فليس مني)).

ومن تأمل هذا الحديث علم عظيم قبح الغش الخديعة؛ وما ذلك إلا لشدة خطره على الفرد والمجتمع، وهو من البلايا العظيمة التي ابتُليَ بها المسلمون، وكان له الأثر الأكبر في تخلفهم العلمي والحضاري.

إذا تقرر هذا فالواجب عليك التوبة إلى الله - تعالى- والعزم على عدم العود.

وأما الزيادة في الراتب الذي تتقاضاه، فإن كنتَ متقنًا لِمُتطلبات الوظيفة، ومُلمًّا بمجال عملك، ومؤهَّلًا لها، وتقوم بواجباتك على الوجه الصحيح، بإخلاصٍ وإتقانٍ:- فالزيادة في الراتب حلالًا، ولا يجِبُ عليك حينئذ إلا التوبة النَّصُوح فيما بينك وبين ربك، ولتسترْ على نفسك، ولا تُخبر أحدًا بما فعلتَ. 

وأما إن كنتَ على العكس من ذلك، فلا تقوم بمقتضيات الترقي في العمل، فالزيادة في الراتب حرام، ويجب عليك إن استطعت أن تستعفي من الترقية من المسؤول في العمل، وإن كان يترتب على ذلك ضرر، فتصدق بتلك الزيادة على فقراء المسلمين، أو أنفقها على مصلحة العمل.

يقول الشيخ ابن باز-رحمه الله- في "مجموع الفتاوى"(17 / 124):

"لاحرج – إن شاء الله-عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش ، وهو إذا كان قائمًا بالعمل كما ينبغي ، فلا حرج عليه من جهة كسبه ؛لكنه أخطأ في الغش السابق ،وعليه التوبة إلى الله من ذلك".اهـ.

هذا؛ والله أعلم.