علاجًا منومًا ينام بعد تناوله وقد تفوته بعض الصلوات
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال: أصابه مرض نفسي كاد يودي بعقله وقد ذهب إلى طبيب للعلاج متخصص في
الأمراض النفيسة وبعد الكشف عليه وصف علاجًا منه حبوب يتناولها ولكنها
منومة فبعد تناولها ينام طويلاً وقد تفوته بعض الصلوات في وقتها حتى
إذا أفاق من نومه صلاها مع الفرض الحالي فما الحكم في هذه الحالة.
وما الحكم في تناول مثل هذا العلاج مع أنه لا يستطيع تركه لشعوره
بتحسن في حالته بسببه؟
الإجابة: من المعلوم أنه يجب على المسلم المحافظة على الصلوات في مواقيتها ومع
الجماعة حسب الإمكان لقوله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ
الْوُسْطَى} [سورة البقرة آية: 238]. وقوله
تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [سورة النساء
آية: 103]. وهي عمود الإسلام فلا يجوز التساهل في شأنها وهذا
الذي ذكره السائل من أنه مصاب بخلل عقلي يستدعي أن يتناول حبوبًا تهدئ
ذلك عنه وأنها تنومه وربما يفوت هذا عليه بعض أوقات الصلاة والجواب أن
الله جل وعلا يقول: {فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن آية: 16].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [رواه الإمام مسلم في
صحيحه]. فإذا كان باستطاعته أن يؤجل تناول هذه الحبوب إلى أن يصلي
فإنه يؤجلها ولا يأخذها قرب دخول الوقت فإذا صلى فإنه يتناولها.
وبين الصلاتين وقت طويل في الغالب بحيث يتمكن من تناول الحبوب فيه
فمثلاً بعد صلاة الفجر إلى الظهر وقت طويل ومن بعد العصر إلى الليل
وقت طويل وبعد العشاء إلى الفجر وقت طويل فهو يتحين الأوقات التي لا
يمر فيها فريضة ويتناول هذه الحبوب.
أما إذا لم يكن هناك مناص من أخذها في مواعيد محددة فإنه يأخذها ويصلي على حسب حاله ولو اقتضى الأمر أن يجمع بين الصلاتين جاز له ذلك لأنه مريض. والمريض إذا احتاج إلى الجمع فإنه يجمع.
أما إذا لم يكن هناك مناص من أخذها في مواعيد محددة فإنه يأخذها ويصلي على حسب حاله ولو اقتضى الأمر أن يجمع بين الصلاتين جاز له ذلك لأنه مريض. والمريض إذا احتاج إلى الجمع فإنه يجمع.