صلة الرحم بعد الطلاق

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

انا شاب في العشرين, ابوي وأمي تطلقوا وانا في عمر ال14 بعد الطلاق امي ارادت حياة افضل لنا فقررنا الهجرة الى دولة مسلمة وابي رفض وقال لا ولكن مقابل التنازل عن النفقة وامي قبلت, تكلمت معاه بعد السفر سنة ونصف لحتى مررت بدائقة مالية فطلبت منه وقال تمام لم اتكلم معه لأختباره ومن 6 سنوات للأن لم يتكلم معنا واختي معها ذهان، الأن هو لا يدفع نفقة ولا يسأل عنا وعن أبنته وهو في عمل مرموق في دولة غنية انا متدين واخاف الله هل انا مخطئ ام هو وأريد نصيحة بارك الله فيكم.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ

فقد أوجب الله سبحانه وتعالى حقوقًا للأبناء على آبائهم،  وهي حقوق كثيرة وثابتة بالكتاب والسنة، ومعلومة من دين الإسلام بالضرورة، واتفق عليها أئمَّة المسلمين، وتقصير الآباء في اداء حقوقهم تجاه أبنائهم لا يبيح للأبناء العقوق؛ لأن عدم النفقة على الأبناء كبيرة من كبائر الذنوب، وكذلك قطيعة الأب لأبنائه من الكبائر أيضًا، وهما لا يمنعا ولا يُسقطا حق الوالد في البر والصلة؛ قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 14، 15].

إذا تقرر هذا فيجب عليك التواصل مع والدك ولو بالهاتف نظر لبعد المسافة بينكما.

وقد سبق أن بينا هذه المسألة الكبيرة في الفتويين: عقوق الآباء للأبناء، هل عقوق الوالدين مبرر لعقوق الأبناء،، والله أعلم.