العهد مع الله مقرونا بعقوبة

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عاهدت الله ان اقيم الليل ولو حتي بركعتين وحددت عقوبة لي إن خالفت ذلك في ليلة ما وهي ان اقرا ستة اجزاء من القرءان ١- احيانا خالفت هذا العهد في بعض الليالي فهل علي كفارة ام تعتبر الستة اجزاء لي كفارة ٢- ان كانت الستة اجزاء كفارة فعند القراءة احيانا انوي ان يكفر الله بقراءتي عن ذنوب اخري. هل يجوز ام يجب النية ان تكون لكفارة هذا الذنب فقط وجزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن العهد مع الله بالصورة المذكورة يعتبر يمينًا ونذرًا؛ لأنه التزم به قربة وطاعة؛ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في " مجموع الفتاوى": "والعهودُ والعُقود مُتقاربةُ المعنَى، أو متَّفقة، فإذا قال: أُعاهِدُ اللهَ أنِّي أحجُّ العامَ، فهو نذرٌ وعهْدٌ ويَمين، وإن قال: لا أُكَلِّمُ زيدًا، فيَمينٌ وعهدٌ لا نذر، فالأيْمان تضمَّنتْ معنَى النذر، وهو أن يلتزِمَ لِلَّه قربةً، لزمه الوفاء، وهي عَقْدٌ وعهد ومعاهدة لِلَّه؛ لأنَّه التزم لله ما يطلبُه الله منه".

ومن لَم يفِ بما عاهد الله عليه، فقد نقَض العهد الَّذي بينه وبين الله،  وهو مخير بين كفارة اليمين، وهي إطْعام عشَرة مساكينَ من أوْسط طعامك، أو كسوتُهم، فإن لَم تجد، فصيام ثلاثة أيَّام، أو فعل ما نذره وهو قراءة الأجزاء الستة.

جاء في "مجموع الفتاوى": " إن ما وجب بالشرع إن نذره العبد، أو عاهد الله عليه، أو بايع عليه الرسول، أو الإمام، أو تحالف عليه جماعة، فإن هذه العهود والمواثيق تقتضي له وجوبًا ثانيًا غير الوجوب الثابت بمجرد الأمر الأول، فتكون واجبة من وجهين، بحيث يستحق تاركها من العقوبة ما يستحقه ناقض العهد والميثاق، وما يستحقه عاصي الله ورسوله، هذا هو التحقيق، وهو رواية عن أحمد، وقاله طائفة من العلماء". 

هذا؛ والله أعلم.