كيفية الدخول في الإسلام

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم، هل يكفي الكافر قول لا إله إلا الله ليصبح مسلما؟ أو قول أسلمت لله؟ مع ذكر الأدلة وفقكم الله

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاء يريد الدخول في الإسلام الشهادتين؛ فالشهادتان هما مفتاح الدخول في الإسلام، والأحاديث في هذا متواترة كأعظم تواتر تراه، واتفق عليه أئمةُ الدين وعلماء المسلمين؛ قال أبو بكر ابن المنذر في - "الإقناع" (2/ 588) -: "أجمع كلُّ مَن أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إذا شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به محمد حقٌّ، ويتبرأ مِن كلِّ دين خالف دين الإسلام - وهو بالغ صحيح يعقل:- أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر؛ كان مرتدًّا يجب عليه ما يجب قتله إذا لم يتب". اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في – "درء تعارض العقل والنقل" (8/ 7) -: " والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدع أحداً من الخلق إلى النظر ابتداءً، ولا إلى مجرد إثبات الصانع، بل أول ما دعاهم إليه الشهادتان، وبذلك أمر أصحابه؛ كما قال في الحديث المتفق على صحته لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما بعثه إلى اليمن، قال له: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإنْ هم أطاعوا لذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمسَ صلواتٍ في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقةً تُؤخَذ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإيَّاك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)).

وكذلك سائر الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - موافقه لهذا؛ كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وابن عمر: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله))، وفي حديث ابن عمر: ((حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة)).

وهذا مما اتفق عليه أئمة الدين، وعلماء المسلمين، فإنهم مُجمِعُون على ما عُلِم بالاضطرار من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن كلَّ كافرٍ فإنه يُدعَى إلى الشهادتين، سواء كان معطلًا، أو مشركًا، أو كتابيًّا، وبذلك يصير الكافر مسلمًا، ولا يصير مسلمًا بدون ذلك". اهـ.

هذا؛ والله أعلم.