حكم عبارة: سفرة إلى الله
خالد عبد المنعم الرفاعي
لقد انتشر نشيد شيعي في الآونة الأخيرة اسمه سفرة إلى الله، وأصبح الشباب يقلدون و يذكرونه دائما ، واني اخاف من هذه القول كون أن الله أعظم واكبر وأعلى من هذه الصفات ، فما حكم من يقول هذا القول . جزاك الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فالنشيد الشيعي المسؤول عنه لخص فيه صاحبه أكثر عقائد الشيعة الرافضة الباطلة، ومن ثمّ فلا يجوز الاستماع إليه، ولا ترويجه بين الناس؛ فالشيعة من أضل الناس عن سواء السبيل، فقد جمعوا بين الشرك والحمق وقلة العقل؛ فهم من أكذب الناس في النقليات، وأجهلهم في العقليات، وأعظم أصحاب الأهواء جهلًا وظلمًا؛ يعادون خيار أولياء الله - تعالى - من بعد النبيين من السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان - رضى الله عنهم ورضوا عنه – ويتقربون إلى الله بسب أبي بكر وعمر، وسائر الصحابة، ويقذفون أم المؤمنين عائشة، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، ويعتقدون عصمة أهل البيت - رضي الله تعالى عنهم - وعصمة ذرياتهم وأئمتهم، فهذا دينهم الذي يدينون به.
أما عبارة السفر إلى الله فالذي يظهر أنها جائزة إذا حملت على معن حسن، كالسفر والهجرة إلى الله بالطاعة وهجر المعاصي، والسفر من الأرض السوء إلى الأرض المباركة؛ قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [العنكبوت: 26]
قال شيخ الإسلام ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 7)
فله فى كل وقت هجرتان: هجرة إلى الله بالطلب والمحبة والعبودية، والتوكل والإِنابة والتسليم، والتفويض والخوف والرجاءِ والإِقبال عليه، وصدق اللجإِ والافتقار فى كل نفس إِليه، وهجرة إِلى رسوله فى حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة، بحيث تكون موافقة لشرعه الذى هو تفصيل محابّ الله ومرضاته، ولا يقبل الله من أَحد ديناً سواه، وكل عمل سواه فعيش النفس وحظها لا زاد المعاد؛ وقال شيخ الطريقة وإِمام الطائفة الجنيد بن محمد قدّس الله روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريق من اقتفى آثار النبى صلى الله عليه وسلم؛ فإِن الله عَزَّ وجَلَّ يقول: "وَعِزَّتِى وَجَلالِى لَوْ أَتُونِى مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ، وَاسْتَفْتَحُوا مِنْ كُلِّ بَابٍ، لَمَا فَتَحتُ لَهُمْ حَتَّى يَدخُلُوا خَلْفَكَ"، وقال بعض العارفين: كل عمل بلا متابعة فهو عيش النفس". اهـ.
ولمزيد فائدة راجع فتوى: " زَعْمُ أن الشيعة أكثرُ وفاءً لرسول الله من أهل السنة"،، والله أعلم.