هل مقولة: المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، صحيحة أم كفر

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

علمت مؤخرا أن مقولة في الكيمياء " المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم " كفر وإلحاد ولكن الدارسين مسلمين لا يأخذونها بهذا المعني يأخذونها بمعني أن الإنسان لا يستطيع إحداث مادة من عدم هذا من الربوبية الخاصة بالله فقط وايضا تفنى نعلم أن كل شئ فإن إلا وجه الله ولا شئ أزلي سوى الله سبحانه وأن لا شئ يدوم إلا بإبقاء الله له مثل النار والجنة ولكن يتكلمون بحيث أن المادة تتحول يعني مثل الخشب يحترق يصبح رماد هنا الخشب زال بلا شك ولكن تحول إلا أن يأذن الله وتفنى للعدم السؤال هل كل أحد يكفر بعد دراسة هذا ؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

 

فإن مقولة: إن المادة لا تفنى ولم تستحدث من العدم؛ مقولة مجملة تحتاج إلى تفصيل، فإن قصد بها أن المادة قدمية مع الله، وأنها ولم تسبق بعدم نفسها، ولم تسبق بغيرها من المخلوقات، ولم تسبق بخالقها عز وجلّ= فإنها حينئذ مقولة كفرية، وهي عقيدة الفلاسفة المتقدمين الذين يقولون:  إن العالم قديم غير مخلوق، ومن المعلوم بالبداهة العقلية أن كل ما سوى الله فهو مخلوق، وأنه لايوجد شيء أزلي أبدي سوى الله، لا مادة ولا غيرها؛ قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16].

أما إن كان المراد بتلك العبارة أن سلسلة المخلوقات لم يتخللها عدم مطلق، وإنما سبقت بعدم نفسها وبغيرها من المخلوقات، فكل مخلوق مسبقوق بعدم نسبي وليس عدم مطلق؛ قال الله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}[مريم: 9]، أي شيئًا مذكورًا، وهو عدم نفسه، فلم يكن موجودًا ولكن كان أبوه وأمه موجودين، وخلق الله آدم من تراب، والتراب خلق من ماء وهكذا لا إلى أول، فلا يوجد عدم مطلق، ولا يوجد شيء اسمه مخلوق أول؛ فكل مخلوق مسبوق بمخلوق آخر وبعدم نفسه وهكذا، كما أنه مسبوق بوجود خالقه.

والحاصل أنه لا توجد مادة قديمة بعينها، ولكن توجد مادة قديمه بجنسها، وهذا ليس كفرًا، وإنما الكفر: هو أن يقال: إنه يوجد معين قديم مع الله.

ومن معلوم التسلسل في المخلوقات يثبت دوام فاعلية الله، وانه لم يزل فاعلاً، وأن الخلق ليس مفتتحًا؛ فإنـ مجرد القادر المريد، إذا كان معه وجود الفعل تارة وعدمه الأخرى، كان ممكناً، فلا بد له من مرجح، وإلا فإذا قُدر استواء الحال من كل وجه فلا يترجح، وإذا لم يكن ترجيح، لزم حصول الممكن بلا ترجيح مرجح؛ وهو ممتنع، قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في "الدرء" (9/ 194).

والحاصل أن المعنى الصحيح لعبارة: أن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، أن جنسِ الحوادثِ المنفصلةِ، أو جنسِ العالِمِ قديم (بجنسه وليس بعينه)، وأنه مسبوق بفاعلِهِ وخالقِهِ؛ فزمانُ وجودِ الخالقِ القديمِ سبحانَهُ سابقٌ على زمانِ وجودِ جنسِ المخلوقاتِ، لكنْ بلا فصل زمان بين الوُجُودَيْنِ، وأنَّ جنسَ المخلوقاتِ مخلوقٌ؛ لكونِهِ منفصلًا عن اللهِ تعالى، وليسَ قائمًا بذاتِهِ عزَّ وجَلَّ، ولا يلزم من القول بقدم جنس الحوادث المنفصلة أن تكون قديمة كقدم الفاعل سبحانه وتعالى، أو أن تكون شريكة لله في الوجود  كقدم؛ لأن المفعول مسبوق بفاعله، وناتج عن فعل الفاعل باتفاق العقلاء؛ فتأمله جيدًا فإنه من محاراة العقول، وليس من محالاتها كما يظنه الجهال!

هذا؛ وقد قرر تلك المسألة الكبيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – أعني: وأن كل ماسوى الله مخلوق، محدث كائن بعد أن لم يكن، فليس مع الله في أزله شيء من المخلقوات، لكنه لم يزل يفعل، ولم يوجب ذلك أن يكوم معه شيء من المفعولات المخلوقات، وإنما يوجب ذلك كون نوع المفعول لم يزل، مع أن كل واحد من آحاده حادث لم يكن ثم كان معه، فليس من ذلك شيء مع الله في الأزل؛ كما في "درء تعارض العقل والنقل (2/ 278).

جاء في كتاب "النبوات" (1/ 317- 327): "والحقّ أنّ المادّة التي منها يُخلق الثاني تفسد، وتستحيل، وتتلاشى، ويُنشئ الله الثانيَ ويبتديه، ويخلق من غير أن يبقى من الأول شيء؛ لا مادة، ولا صورة، ولا جوهر، ولا عرض. فإذا خلق الله الإنسان من المني، فالمني استحال وصار عَلقةً، والعلقة استحالت وصارت مضغةً، والمضغة استحالت إلى عظام وغير عظام. والإنسان بعد أن خُلق، خُلق كلّه؛ جواهره وأعراضه، وابتدأه الله ابتداءً؛ كما قال تعالى: { وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [السجدة: 7، 8]  وقال تعالى: {أَوَلا {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: 67]، فالإنسان مخلوق، خَلَقَ الله جواهره وأعراضه كلّها من المني؛ من مادّة استحالت، ليست باقية بعد خلقه؛ كما تقول المتفلسفة أنّ هناك مادّة باقية

فالجمهور يُريدون به ما منه خُلق، وهو أصله وعنصره، وهؤلاء يُريدون بالمادّة جوهر باق، وهو محلّ للصورة الجوهرية، فلم يُخلق عندهم الإنسان من مادّة، بل المادّة باقية، وأحدث صورته فيها؛ كما أنّ الصور الصناعيّة؛ كصورة الخاتم، والسرير، والثياب، والبيوت، وغير ذلك إنّما أحدث الصانع صورته العرضيّة في مادّة لم تزل موجودة ولم تفسد، ولكن حُوِّلَت من صفة إلى صفة. فهكذا تقول الجهميّة المتكلّمة المبتدعة أنّ الله أحدث صورة عرضيّة في مادّة باقية لم تفسد؛ فيجعلون خلق الإنسان بمنزلة عمل الخاتم، والسرير، والثوب.

والمتفلسفة تقول أيضاً: إنّ مادّته باقية لم تفسد؛ كمادّة الصورة الصناعيّة، لكن يقولون: إنّه أحدث صورة جوهريّة. وهم قد يخلطون ولا يفرقون بين الصور العرضيّة والجوهريّة؛ فإنّهم يُسمّون صورة الإنسان صورةً في مادّة، وصورة الخاتم صورةً في مادّة؛ فيكون خلق الإنسان عند هؤلاء وهؤلاء من جنس ما يُحدِثه الناس في الصور من الموادّ، ويكون خلقه بمنزلة تركيب الحائط من اللَّبِن؛ ولهذا قال من قال منهم: إنّه يستغني عن الخالق بعد الخلق، كما يستغني الحائط عن البَنَّاء.

والخلق يشهدون إحداث الله لما يحدثه، وإفناءه لما يُفنيه؛ كالمني الذي استحال، وفني، وتلاشى، وأحدث منه هذا الإنسان؛ وكالحبة التي فنيت، واستحالت، وأحدث منها الزرع؛ وكالهواء الذي استحال، وفني، وحدث منه النار أو الماء؛ وكالنار التي استحالت، وحدث منها الدخان. فهو - سبحانه - دائماً يُحدث ما يُحدثه ويكوّنه، ويُفني ما يُفنيه ويُعدمه. والإنسان إذا مات وصار تراباً فَنِي وعُدِم، وكذلك سائر ما على الأرض؛ كما قال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}[الرحمن: 26]، ثمّ يُعيده من التراب كما خلقه ابتداءً من التراب، ويخلقه خلقاً جديداً.

فمعرفة الإنسان بالخلق الأول، وما يخلقه من بني آدم وغيرهم من الحيوان، وما يخلقه من الشجر والنبات والثمار، وما يخلقه من السحاب والمطر وغير ذلك= هو أصلٌ لمعرفته بالخلق والبعث بالمبدأ والمعاد، وإن لم يعرف أنّ الله يخلقه كلَّه من المنيّ؛ جواهره وأعراضه، وإلا فما عرف أنّ الله خلقه. ومن ظنّ أنّ جواهره لم يخلقها إذ خلقه، بل جواهر المنيّ، وجواهر ما يأكله ويشربه باقية بعينها فيه، لم يخلقها، أو أنّ مادته التي تقوم بها صورته لم يخلقها إذ خلقه، بل هي باقية أزليّة أبديّة، لم يكن قد عرف أنّه مخلوقٌ مُحدَثٌ.

 والمشهود المعلوم للناس إنّما هو إحداثه لما يحدثه من غيره، لا إحداثاً من غير مادة، ولهذا قال تعالى: { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} [مريم: 9]، ولم يقل خلقتك لا من شيء، وقال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45]، ولم يقل خلق كل دابة لا من شيء، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء: 30] وهذا هو القدرة التي تبهر العقول؛ وهو أن يقلب حقائق الموجودات فيحيل الأول ويُفنيه ويُلاشيه، ويُحدث شيئاً آخر؛ كما قال: {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} [الأنعام: 95]، ويُخرج الشجرة الحية، والسنبلة الحية، من النواة والحبة الميتة، ويخرج النواة الميتة، والحبة الميتة، من الشجرة والسنبلة الحية؛ كما يخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة، والنطفة الميتة من الإنسان الحي.

وخاصية الخلق إنما هي بقلب جنس إلى جنس، وهذا لا يقدر عليه إلا الله؛ كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ* مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73، 74]. ولا ريب أنّ النخلة ما هي من جنس النواة، ولا السنبلة من جنس الحبّة، ولا الإنسان من جنس المني، ولا المني من جنس الإنسان. وهو يخرج هذا من هذا، وهذا من هذا؛ فيخرج كلّ جنسٍ من جنسٍ آخر بعيدٍ عن مماثلته؛  { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه} [لقمان: 11].

 وأيضاً: فكون الشيء مخلوقاً من مادّة وعنصر، أبلغ في العبودية من كونه خُلق لا من شيء، وأبعد عن مشابهة الربوبية؛ فإنّ الرب هو أحدٌ، صمدٌ، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد؛ فليس له أصل وجد منه، ولا فرع يحصل عنه. فإذا كان المخلوق له أصلٌ وُجد منه، كان بمنزلة الولد له، وإذا خلق له شيء آخر، كان بمنزلة الوالد، وإذا كان والداً ومولوداً كان أبعد عن مشابهة الربوبية والصمدية؛ فإنه خرج من غيره، ويخرج منه غيره؛ لا سيما إذا كانت المادة التي خلق منها مهينة؛ كما قال تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}[المرسلات: 20]، وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}[الطارق: 5 - 9]

وفي المسند عن [بسر] بن جحاش قال: "بصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه، فوضع عليها إصبعه، ثم قال: يقول الله تعالى: ابن آدم أنّى تُعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك، مشيتَ بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعتَ، ومنعتَ، حتى إذا بلغتِ التراقي، قلتَ أتصدَّقُ، وأنّى أوان الصدقة"

وحدوث الشيء لا من مادة، قد يُشبه حدوثه من غير رب خالق، وقد يُظنّ أنّه حَدَثَ من ذات الرب؛ كما قيل مثل ذلك في المسيح، والملائكة أنّها بنات الله، لمّا لم يكن لها أب، مع أنّها مخلوقة من مادّة؛ كما ثبت في الصحيح؛ صحيح مسلم عن عائشة: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم ممّا وُصف لكم"، ولمّا ظنّ طائفة أنّها لم تُخلق من مادة، ظنّوا أنّها قديمة أزلية. وأيضاً: فالدليل الذي احتجّ به كثيرٌ من النّاس على أنّ كُلّ حادث لا يحدث إلا من شيء، أو في شيء؛ فإن كان عرضاً لا يحدث إلاَّ في محلّ، وإن كان عيناً قائمة بنفسها لم تحدث إلاَّ من مادة، فإنّ الحادث إنّما يحدث إذا كان حدوثه ممكناً، وكان يقبل الوجود والعدم، فهو مسبوق بإمكان الحدوث وجوازه، فلا بُدَّ له من محلّ يقوم به هذا الإمكان والجواز". اهـ. مختصرًا.

وقال أيضًا في "مجموع الفتاوى"(18/ 239): "فالأزل معناه: عدم الأولية ليس الأزل شيئا محدودا فقولنا: لم يزل قادرا بمنزلة قولنا: هو قادر دائما وكونه قادرا وصف دائم لا ابتداء له فكذلك إذا قيل: لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل يفعل ما شاء يقتضي دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته وإذا ظن الظان أن هذا يقتضي قدم شيء معه كان من فساد تصوره فإنه إذا كان خالق كل شيء فكل ما سواه مخلوق مسبوق بالعدم فليس معه شيء قديم بقدمه. وإذا قيل: لم يزل يخلق كان معناه لم يزل يخلق مخلوقا بعد مخلوق كما لا يزال في الأبد يخلق مخلوقا بعد مخلوق ننفي ما ننفيه من الحوادث والحركات شيئا بعد شيء. وليس في ذلك إلا وصفه بدوام الفعل لا بأن معه مفعولا من المفعولات بعينه. وإن قدر أن نوعها لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل بل هي من كماله قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}[النحل: 17]، والخلق لا يزالون معه، وليس في كونهم لا يزالون معه في المستقبل ما ينافي كماله وبين الأزل في المستقبل مع أنه في الماضي حدث بعد أن لم يكن إذ كان كل مخلوق فله ابتداء ولا نجزم أن يكون له انتهاء". اهـ.

إذا تقرر هذا، تبين ما هو الحق لكل مَنْ تَدَبَّرَ هذه الحقائقَ، وتتحرر ما فيها مِنَ الاشتباهِ والالتباسِ، مع الجوم أنها من المُحَارَاتُ التي حيرت أكابِرِ النُّظَّارْ؛ {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[النور: 40]، {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[البقرة: 213]،،، والله أعلم.