هل يجوز للمرأة لبس الجيبة البلسيه

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

انا بقيت محتارة في اختيار لبسي بسبب بند " زينة في نفسه " فأنا ابتعد عن المرسوم والمزكرش والذي به الوان ملفتة واشتري السادة والسادة احيانا يتكون مثلا من لونين وليست ملفتة الالوان واحيانا مثلا يضعوا فيها تفصيلة زي الجيبة البلسيه فهي سادة وهي منتشرة جدا الان بين وسطنا بنات الجامعات والملتزمات وبها كسر كشكة "بالقماشة نفسها وايضا هل يجوز لبس فستان بلون وخمار بلون وتنسيقهما فأنا لا أستطيع اخرج بلون واحد احب البس لونين الخمار لون والدريس لون او ثلاث الوان احيانا لو فيه جيبة وبلوزة وهادية فما الحكم

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رَسُول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فمن المقرر  في الشريعة الإسلامية أن الله تعالى لم يوجب شكلاً محددًا، أو صورة معينة للباس المرأة المسلمة وحجابها الشرعي، وإنما أمر  بضوابط شرعية محددة للباس المرأة المسلمة، وحيثما توفرت تلك الضوابط فهو حجاب شرعي، ولا تثريب عليها في لبسه.

ومن هذه الضوابط: ستر جميع الجسد بالثياب الفضفاضة غير الضيقة؛ كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، والجلباب هو الملاءة أو كل ما يغطي رأسها وسائر بدنها.

ألا يكون اللباس زينة في نفسه؛ حتى لا يلفت أنظار الرجال، وحدّ الزينة مأخذو من العرف المعتبر؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور: 31]، فالمقصود من الأمر بالجلباب إئما هو ستر زينة المرأة.

أن يكون اللباس صفيقا لا يظهر البشرة، فضفاضاً لا يصف حجم الأعضاء؛ لأنهما هما الغاية من الستر،  كما ورد  التحذير الشديد من التبرج؛ قال الله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، والتبرج: هو أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما تَستدعي به شهوة الرجل.

وتوعد الشارع الحكيم على لبس الرقيق والضيق والقصير من الثياب،وتوعد من فعلت ذلك بالحرمان من دخول الجنة؛ كما في الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))، والحديث ظاهر في أن ترك الحجاب الشرعي سبب في فتنة الرجال وإمالتهم إلى الباطل، ومن ثمّ انحراف المجتمعات؛ والواقع خير شاهد.

إذا علم هذا، فكل ثياب تلبسه المرأة وتتحقق فيه تلك الضوابط فهو حجاب شرعي، سواء لبس (الجيبة البلسيه) أو غيرها، كما أنه يجوز لبس أكثر من لون،، والله أعلم.