ذِكرُ الله نفسه بصيغة الجمع
عبد الرحمن بن ناصر البراك
- التصنيفات: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة -
السؤال: لماذا يتكلم الله سبحانه وتعالى عن نفسه في القرآن الكريم بصيغة
الجمع، مثال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} لماذا "نحن"؟ أفتونا
جزاكم الله خيراً.
الإجابة: إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، ومن أساليب اللغة العربية أن صيغة
الجمع يتكلم بها الواحد الذي له شركاء فتدل على الجمع والتعدد، ويتكلم
بها الواحد العظيم الذي له صفات عديدة، فلا تفيد تعدد المتكلم، بل هو
واحد لكنه عظيم، فالله تعالى في كتابه يخبر عن نفسه تارة بصيغة الواحد
كقوله لموسى: {وأنا اخترتك فاستمع لما
يوحى} [طه:13]، وقوله: {إنني أنا
الله لا إله إلا أنا فاعبدني} [طه:14]، وقوله: {قل هو الله أحد} [الإخلاص : 1]، وقوله:
{وإلهكم إله واحد} [البقرة:163].
ويذكر نفسه تارة بصيغة الجمع الدالة على عظمته سبحانه وتعدد أسمائه وصفاته كما في الآية المذكورة، ونظائرها كثير؛ كقوله تعالى : {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح:1]، {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر:1]، وقوله سبحانه: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون، والأرض فرشناها فنعم الماهدون} [الذاريات:47-48]، فلا تدل هذه الصيغة على تعدد الإله بل الإله واحد، ولكنه سبحانه له أسماء كثيرة وكلها حسنى، وله صفات كثيرة وكلها صفات كمال فهو الإله الحق وهو واحد لا شريك له وهو العلي العظيم سبحانه وتعالى.
ويذكر نفسه تارة بصيغة الجمع الدالة على عظمته سبحانه وتعدد أسمائه وصفاته كما في الآية المذكورة، ونظائرها كثير؛ كقوله تعالى : {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح:1]، {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر:1]، وقوله سبحانه: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون، والأرض فرشناها فنعم الماهدون} [الذاريات:47-48]، فلا تدل هذه الصيغة على تعدد الإله بل الإله واحد، ولكنه سبحانه له أسماء كثيرة وكلها حسنى، وله صفات كثيرة وكلها صفات كمال فهو الإله الحق وهو واحد لا شريك له وهو العلي العظيم سبحانه وتعالى.