حكم تحديد النسل
صالح بن فوزان الفوزان
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية -
السؤال: ما حكم الشرع في تحديد النسل؟
الإجابة: طلب الذرية والنسل أمر مشروع، وذلك لتكثير عدد الأمة. والنبي صلى الله
عليه وسلم حث على تزوج الولود وقال: "الإيمان فتأثروا
بها. فالواجب عليهم أن يمحوا هذه الفكرة من أنفسهم وأن يطلبوا النسل
ويكثروا منه والأرزاق بيد الله تعالى، وكثرة النسل يأتي معها الخير
لأن الله لا يخلق نفساً إلا ويخلق رزقها، وييسر ما تقوم به مصالحها
والأرزاق بيد الله. فالذين يشكون أو يهددون بالأزمات الاقتصادية وأن
كثرة السكان يترتب عليها الشح في الأقوات والأرزاق هذا كله من وحي
الشيطان وأتباع الشيطان الذين لا يؤمنون بالله وبتقدير الله. أما
الذين يؤمنون بالله يعتمدون عليه ويتوكلون عليه ومن يتوكل على الله
فهو حسبه إن الله بالغ أمره. ولما كان المشركون يقتلون أولادهم خشية
الفقر نهاهم الله عن ذلك فقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ
إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ
خِطْئاً كَبِيراً} [سورة الإسراء: آية 31]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ
نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [سورة الأنعام: آية 151]،
فدل هذا على أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وإن كل نفس يقدر الله
لها الرزق وبكثرة النسل تكثر الأرزاق والإنتاج ويكثر العاملون.
" (رواه الإمام أحمد في مسنده).
فطلب النسل مشروع للمسلمين. وينبغي العناية به والتشجيع عليه، أما
تحديد النسل فهذه دسيسة خبيثة دسها علينا أعداء الإسلام يريدون بذلك
إضعاف المسلمين وتقليل عددهم. فتحديد النسل لا يجوز في الإسلام وهو
ممنوع لأنه يتنافى مع المقصد الشرعي وهو تكثير أفراد الأمة وتكثير
الأعضاء العاملين في المجتمع وتعطيل للطاقة التي خلقها الله سبحانه
وتعالى لعمارة هذا الكون، فالنسل مطلوب وبه تحصل مصالح للأفراد
وللجماعات وللأمة فهذه الفكرة. فكرة تحديد النسل فكرة مدسوسة على
المسلمين وربما أنها أثرت على بعض المغفلين أو ضعاف