أفلا يتذكرون عندما يريد الإنسان أن يستدعي ذكرياته يقوم بتجنيدحواسه تجنيدا يبلغه مايريد.. فالبصر ...
أفلا يتذكرون
عندما يريد الإنسان أن يستدعي ذكرياته يقوم بتجنيدحواسه تجنيدا يبلغه مايريد.. فالبصر لايري سوي اللحظات التي تكون واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أو متقطعة وهذا يعود إلي قيمة الحدث وتأثيره.. ويأتي السمع لينقل إليه أصوات بعيدة الغور لكنها محسوسة رغم أنها تتردد في أعمق أعماق الدماغ.. وكذلك حاسة الشم حيث إن لبعض الأمكنة روائح خاصة تجعلك تتذكر المكان الذي ترتبط به تلك الرائحة... وتعود رحي الذكريات لتدور من جديد... والشئ بالشئ يذكر... حتي العاطفة الإنسانية يجري عليها مايجري علي ماتحمله طوايانا من ذكريات... فالحب مثلا ماهو إلا إستدعاء لروح محبوبة سابقة..... ولكن إذا إنطفأ بريق الروح ينطفئ معه قدرة الإنسان علي التواصل مع دلالات الجمال في هذا الوجود... لذا كان هدف الكثير من العلوم الإنسانية هو المحافظة علي هذا البريق أو علي شئ منه إذا تعسر الحفاظ علي الكل بسبب رحي المادة والعقول المستعبدة... فالأنانية في علم النفس والأخلاق داء عضال يحول دون إستكمال النفس لبريقها لتصير روحا... وذلك لأن الأنانية تحجب النفس عن رؤية غيرها وإن رأته فإنها تراه من زاوية ضيقة.. قوامها المحو والإثبات.. أي محو الآخر وإثبات الذات إثباتا قميئا.. تسعي من خلاله تلك الذات الوحداوية الرؤية إلي أطفنة العالم... ليصير الوجود الفردي هو المسيطر علي جميع الأجواء... وهذا مرفوض شكلا وموضوعا... لما فيه من إضرار علي الذات الوحداوية والآخر.. أما الذات الوحداوية تظل تتآكل بسب مافيها من عوامل هدم مستمرة.. وأما الآخر فتكون خسارته في فقد شريك إنساني فعال يمكن الإستفادة منه في عملية البناء المادية والمعنوية... وقهر تلك الذات الوحداوية يكون بعدم إعطاءها الفرصة لممارسة سيطرتها الآنوية... وإفشال مخططاتها في إيجاد بيئة ملائمة لها لتنمو وتدمر وترهب الآخرين تحت أي مسمي كان.. ويلعب الخوف المبالغ فيه من تلك الشخصية الآنوية التي لايهذبها الربط بين الماضي والحاضر عن طريق التذكر المصحوب بالنضج وقراءة الأحداث عاملا مهما في نماءها السلبي وتواجدها علي ساحة التفاعل البشري.
عندما يريد الإنسان أن يستدعي ذكرياته يقوم بتجنيدحواسه تجنيدا يبلغه مايريد.. فالبصر لايري سوي اللحظات التي تكون واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أو متقطعة وهذا يعود إلي قيمة الحدث وتأثيره.. ويأتي السمع لينقل إليه أصوات بعيدة الغور لكنها محسوسة رغم أنها تتردد في أعمق أعماق الدماغ.. وكذلك حاسة الشم حيث إن لبعض الأمكنة روائح خاصة تجعلك تتذكر المكان الذي ترتبط به تلك الرائحة... وتعود رحي الذكريات لتدور من جديد... والشئ بالشئ يذكر... حتي العاطفة الإنسانية يجري عليها مايجري علي ماتحمله طوايانا من ذكريات... فالحب مثلا ماهو إلا إستدعاء لروح محبوبة سابقة..... ولكن إذا إنطفأ بريق الروح ينطفئ معه قدرة الإنسان علي التواصل مع دلالات الجمال في هذا الوجود... لذا كان هدف الكثير من العلوم الإنسانية هو المحافظة علي هذا البريق أو علي شئ منه إذا تعسر الحفاظ علي الكل بسبب رحي المادة والعقول المستعبدة... فالأنانية في علم النفس والأخلاق داء عضال يحول دون إستكمال النفس لبريقها لتصير روحا... وذلك لأن الأنانية تحجب النفس عن رؤية غيرها وإن رأته فإنها تراه من زاوية ضيقة.. قوامها المحو والإثبات.. أي محو الآخر وإثبات الذات إثباتا قميئا.. تسعي من خلاله تلك الذات الوحداوية الرؤية إلي أطفنة العالم... ليصير الوجود الفردي هو المسيطر علي جميع الأجواء... وهذا مرفوض شكلا وموضوعا... لما فيه من إضرار علي الذات الوحداوية والآخر.. أما الذات الوحداوية تظل تتآكل بسب مافيها من عوامل هدم مستمرة.. وأما الآخر فتكون خسارته في فقد شريك إنساني فعال يمكن الإستفادة منه في عملية البناء المادية والمعنوية... وقهر تلك الذات الوحداوية يكون بعدم إعطاءها الفرصة لممارسة سيطرتها الآنوية... وإفشال مخططاتها في إيجاد بيئة ملائمة لها لتنمو وتدمر وترهب الآخرين تحت أي مسمي كان.. ويلعب الخوف المبالغ فيه من تلك الشخصية الآنوية التي لايهذبها الربط بين الماضي والحاضر عن طريق التذكر المصحوب بالنضج وقراءة الأحداث عاملا مهما في نماءها السلبي وتواجدها علي ساحة التفاعل البشري.