فى سورة الكوثر تدبر فيها ان الذى اعطاه الكوثر هو الله والذى أعزه بهذا العطاء هو الله والذى رفع ...

فى سورة الكوثر تدبر فيها ان الذى اعطاه الكوثر هو الله والذى أعزه بهذا العطاء هو الله والذى رفع مقامه هو الله والذى ساق إليه هذه النعمة فهو الله وهنا نقابل المعانى بعضها مع بعض والذى منع الكافر من الخير والذكر الحسن عقوبة له هو الله والذى أذله وخفض منزلته ومنعه رحمته جزاء على كفره وعنده هو الله فالله هو المعطى المانع الضار النافع المعز المذل الرحمن الكريم شديد العقاب والانتقام الخافض الرافع وهذه صفات الملك الذى يملك الملك ) قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء
بيدك الخير انك على كل شيء قدير
وهو ملك قهار له الاستيلاء الكامل على ملكه حكما وتدبير لا يخرج شيء عن حكمه وأمره فهو العزيز الذى لاغالب له قهار الذى كل شيء بيده له الاستيلاء الكامل عليه والذى يقهر ويذل اعداءه وقد قهر هذا الكافر ورفع ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم والواقع يشهد ويوم القيامة يشهد وهو مالك الدنيا والآخرة وذكر العطاء فى الاخرة ويدلك على بعض اسماءه الحسنى لأنه حتى تقوم القيامة فإن الله يعيد الخلق ويجمعهم ويحييهم ثم يحاسبهم على أعمالهم فهو المبدىء المعيد المحيى المميت الباعث الناس بعد موتهم والجامع لهم يوم القيامة ثم قالت الآية الثانية فصل لربك وانحر والإنسان فى الصلاة يقف ببدنه مع قلبه الخاشع وفى النحر يضحى بما يملك وكأنها إشارة إلى أن العبد وما ملكت يداه ملك لله الواحد القهار والآيات جاءت من باب ود الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وترفع عنه الحزن فالله هو الودود وجاءت على سبيل الموعظة والهداية والإرشاد وبيان مصير أولياءه ومصير أعداءه حتى يكون المرء على بينة ونور والله هو الهادى الرشيد وفى الوعد للرسول بالعطاء وتوعد الكافر بالعقاب دلالة على أنه الرحمن الرحيم الوهاب الكريم وهو شديد العقاب وذو انتقام و قد وقع الأمر كما أخبر سبحانه وتعالى فهو المؤمن المصدق لوعده فلا يمكن أن يتخلف فهذه خواطر فى سورة الكوثر فهل نرى مثل القران فى هداياته ودلاءله