رسالة الى الملحدين ورد علي شبهاتهم لقد وردت اسئلة بأسلوب الطعن عن السبى أو الرق أو الناسخ ...

رسالة الى الملحدين ورد علي شبهاتهم
لقد وردت اسئلة بأسلوب الطعن عن السبى أو الرق أو الناسخ والمنسوخ وغيرها
وحينما تأملت فى هذه الطعون وجدتها تطعن فى حكمة الله أو فى علمه ونعوذ بالله من سوء الظن بالله عزوجل فالله عليم قد أحاط بكل شيء علما فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا فى السماء لا يغيب عن علمه شيء
ومن اسماء الحكيم والحكمة من الإحكام والشدة والقوة وتعنى أيضا وضع الشيء فى موضعه الآئق به فيكون به حسنا وجميلا
ومن هنا يمكن أن نقول من يدرك حكمة الله فى تشريعاته يدرك هذا الجمال
وإدراك حكمة الله عزوجل قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية تحتاج إلى مزيد تأمل وتفكر وقد تخفى على الإنسان فلا يدركها وذلك لأن الحكمة مبنية على العلم فعلى قدر إحاطتك بالمسألة التى فيها التشريع من اعتبار تحقيق المنافع والمصالح ودفع المضار والمفاسد تدرك جوانب الحكمة فقد ينعدم عندك الإدراك فتخفى عليك إدراك وجه الحكمة (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
فلا مجال للطعن فى علم الله ولا مجال للطعن فى حكمته وتأمل ختام بعض الآيات بقوله والله عليم حكيم وبعضها والله حكيم عليم ولعل من الأسرار عند تقديم اسم الله العليم على اسم الله الحكيم كمال المدح للعلم فهو جمع مع كمال العلم كمال الحكمة فهو عليم حكيم وليس عليم سفيه فنجد من عنده علم ولكن ليس عنده حكمة ولكن الله عليم حكيم
وعند تقديم اسم الله الحكيم على اسمه العليم السر كمال المدح لحكمته لأن وضع الشيء فى موضعه الآئق به ويكون به جميلا يحتاج إلى علم فكيف والله عليم بكل شيء كيف يأتي تشريعه ? سوف يأتى مشتملا على الحكمة
فلا مجال للطعن فى علمه ولا مجال للطعن فى حكمته
من تأمل وتفكر فسوف لا يقع تفكيره إلا على حكمة فيزداد إيمانا على إيمانه أو لا يدرك شيئا من وجه الحكمة فيزداد تعظيما وتسليما لله
يزداد تعظيما لله لأن علم الخلائق فى جانب علم لا يساوى شيء

ثم أعود فى الكلام فأقول إن معالجة الأمور يحتاج إلى علم وحكمة وحين نتأمل كيف يعالج الحكماء الأمراض سندرك حقا بطلان شبهات الطاعنين
فمثلا
1-يراعى الحكماء أن لا يكون للدواء أضرار جانبية وهذا يحتاج إلى علم
فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعلم أن الله قد أحاط بكل شيء علما
2- هناك دواء مناسب للمرض وهناك أنسب منه ولكن فى بعض الأحوال البدء باستعمال الدواء المناسب افضل للمريض من استعمال الدواء الأنسب فإذا مضت فترة على استعمال الدواء المناسب تغير حال المريض فينتقل معه إلى استعمال الدواء الأنسب والذى ربما لو بدء به فى بداية الأمر لتضرر المريض أو حدثت له مشقة عظيمة فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعلم أن الله حكيم عليم وتأمل ذلك فى قضية الناسخ والمنسوخ
3- نجد أن من الحكمة أن الدواء يكتب للمريض بكميات معينة وبمقدار معين وتوزيعه على جرعات وإلا هلك المريض فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعتبر معناه فى قضية التدرج فى التشريعات
4- معالجة المرض مع بقاء العضو خير من اسئصاله وهلاكه
كذلك الإرتقاء بمستوى المريض إلى الصحه والعافيه هدف الأطباء الحكماء فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعتبر به وبغيره مما تقدم فى التشريعات التى جاءت فى أحكام الرق والرقيق
5- البدء بعلاج المرض المهلك عند اجتماع أكثر من مرض أفضل من معالجة المريض بكل هذه الأمراض فى وقت واحد يؤدى إلي هلاك المريض أو عدم تحمله أو مشقة عليه فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعتبر به فى قضية التدرج فى التشريعات وقت نزول الوحى
6- اختلاف رسم الدواء من شخص إلى شخص لإختلاف بعض الأمور يدل على حكمة الطبيب وفى الحديث انزلوا الناس منازلهم فإذا اعتبرت بهذا المثل فاعتبر به فى قضية اختلاف بعض الأحكام التى فيها خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين المعصوم صلى الله عليه وسلم أرفع مقاما عند ربه سبحانه وتعالى
وفى النهاية اسأل الله دوام الهداية والتوفيق وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم