كيف يتم الحصول على الترياق الشافي من سم الثعبان دون التضرر من لدغة العقرب !

االحمد لله وبعد:
فلا شك أن الحصول على منفعة من قِبل غيرك أمر مطلوب، لكنه قد يكون أمراً شاقاً إذا كان هذا الغير ليس من جنسك. والصعوبة تكمن في كون هذا الغير قد تكون له صفات معادية لك تضرك إلى جانب المنافع التي قد تحصل عليها منه، فلذلك إما أن تنتفع منه دون أن تصيبك أضراره وإما أن تحاول أن تخرج منه بأقل قدر من الضرر، ولعل هذه تكون من سنن الله في الكون أن الإنسان لا يحصل على الشيء بسهولة بل لا بد من تعب وأخذ بالأسباب.
لذلك كان لا بد على كل من يريد تحصيل المنفعة من شيء أو مخلوق لابد أن يعرف طبيعة هذا الشيء وخواصّه وأن يعرف كيف يتقي ضرره ويستفيد بمنافعه ولهذا تجد أن أهل التخصص في كل فن هم من يجيدون التعامل مع الأشياء التي تخص هذا الفن التي لها ضرر بالغ دون التضرر منها أو على الأقل الخروج بأقل الأضرار كالطبيب الذي يُخرج الترياق الشافي من سم الثعابين دون التضرر من العقرب السام المؤذي لمعرفته بطبيعة تلك العقارب وكيف يتجنب ضررها.
ما نعنيه أن المسلم لا بد ألا يُقدم على شيء غريب بالنسبة له لا يعرف ملامحه وخصائصه حتى يدرسه دراسة جيدة ويعرف كيف يتعامل معه التعامل الصحيح الذي يجلب له الخير ويدفع عنه الشر بقدر الإمكان ، ولعلَّ هذه مشكلة تواجه كثيراً منا في هذه الأيام في شتى مناحي الحياة فيدخل الإنسان ليخوض التجربة دون التعرف على طبيعة العمل أو الشيء الذي سيُقدم عليه فتكون حياتنا جلَّها تجارب دون الاستفادة من تجارب من سبقونا، فأرجوا أن نكون أكثر حذراً على أنفسنا حتى نُحلّ كثيراً من مشكلاتنا.
ونحن لا نعني بذلك أبداً أن يتخوَّف الإنسان ويُعرض عن الأمور الجليلة بسبب أخطارها وصعوبتها، لكن هذا لا شك سيسهِّل علينا كثيراً مما نحن بصدد اقتحامه من مجالات الحياة المختلفة بعد توفيق الله لنا.