نبضات مهمشة.. هل تعلمين يا أنا أن نبضاتك السيالة تلك، همساتها الحانية بالصفاء..واهتزازات قلبك ...
نبضات مهمشة..
هل تعلمين يا أنا أن نبضاتك السيالة تلك، همساتها الحانية بالصفاء..واهتزازات قلبك الفطري بالجمال.. لها توأم؟ !
هل تعلمين يا سيدتي أن كوب القهوة ذاك.. وقطع الشكولاتة التي تعانقه وتلتف حوله، لا يمكنكِ أن تتذوقي سرها إلا بوجود التوأم..
هل تعلمين يا حبيبتي أنك اقترفت أكبر غلطة إذ جعلتِ ورقتكِ وقلمكِ المميز يفترقان..
دعي مدادهُ يسيلُ لتنبثق الأنوار، وتتفتح ورود البساتين في روحك البهية، فتُحاكي الحروفُ نبضاتك.. خواطرا، أشعارا، قصصا، كل ما خُطَّ بالضاد فتفرع إلى غيرها.. فستبصرين حقا توأم النبضات.. !!
إنها كلمات الأدباء المشردين، وأبناؤهم المهمشون، وبضعاتٌ منهم ملقاة على حافة الطريق..! يمضي الأديب ليله بين جدران ملطخة حانية على صاحبها.. تكادُ تعانقه من فرط الألم.. على مكتب خشبي أهلكه الحنين والنحيب المتواصل، الذي لا يسود غيره بعد منتصف الليل، فَتَر وصار هشا بدمعات كانت وكأنها مادة كيميائية تدمر الخلايا واحدة تلو الأخرى.. فتزعزع نظامه حتى أنك إذا اتكأت عليه أصدر صوتا كتداخل العظام في ما بينها فانكسارُها.. عليهِ ورقة ليست بناصعة البياض أخذت من المدينة ضبابها.. ومن نقوش المسجد زخرفة قليلة على حوافها.. بجانبها قلم أسود ترتشف من مداده حينا بعد آخر رشفة تُجسَّدُ كلمات بل نبضات عليها؛ بخط أنيق يثيرُ أعماق الفؤاد.. كلما أخذ الأديب كوبَ قهوته وملأ روحه بفتنتها؛ إلا وتأبى الورقة حتى تصنع الشيء ذاته.. فلكل قهوته !!
مخاض عسيرٌ يمر به الأديب؛ لكنَ المولودَ حتما يكون فائق الجمال.. ليس هناك أعظم من أن تجدَ كلمات توأما لنبضاتك تحاكيها بحزن يسكر القلب.. وبأمل يجذب الثغر، -رغم المعاناة -إلى ابتسامة خاطفة.. وبنورٍ يخترق تلكما العينين التائهتين فيبَشَّر بغيث يريح تلك الروح المشردة !! حروف تميد من لحنها السماء،كمعزوفة فريدة في كوخ مهجور.. يزداد جمالها بذلك الصدى المتردد كأنه يواسيها ويؤنسها.. فكل مولود أولُ ما يصنع بعد حلولِه بالدنيا هو أن يكسر الصمت والألم ويعلن نفسه بصرخة مدوية.. كذلك مولودُ الكاتب.. أي؛ كلماته التي لا يسكن لها بالٌ ولا يهمد لها ضجيج الألم حتى تدوي بصرخة هي الأخرى.. لكنها المنبعُ، أما التجسيد فبنبضات القارئين.. العشاق لعناق الأدب الرفيع، والفن البهيج.. يجعلون لها صدى في أعماقهم وقلوبهم الدافئة.. تنسجم معها أهازيج الطيور وسمفونيات العصافير.. تتمايل السماء والأرض لثقل وزن الكلمات الرائعة.
لكن هيهات !!أين تلك النخبة القارئة الجيدة، التي تملأ روحها بالدعاء والشكر للكاتب كلما تلمست نبضاتِها تجري على أوراق الكتاب؟ ! أين تلك الصفوة الطاهرة التي تمجد القلمَ وصاحبه.. وتعلي مكانه وهمته.. فتجلسه مقام العالمين العارفين بأسرار الحزن و السعادة وكل ما يخالج القلب.. بل إن الأدباء يا سادة لهم أقلام سحرية تجسد هندسة النجاح في الدنيا على مستويات مختلفة، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والفنية.. بل الفلاح في الآخرة أيضا.. إننا نكونُ أمامَ أهرام أقدامهم في الأرض وهممهم في السماء.. لكن من يعي ذلك ويقدر؟
يا سادة إن ما يؤلمني ويحيرني ويقتل روح الأمل في كياني بوجود إنسان على وجه الأرض؛ أنكَ تجدُ أديبا كاتبا رائعا، ملكَ الحروف بقبضة كما يملك الفارس السيف بتمكن.. يجعلها تتمايل بين يديه فيشير إليها بإشارة تصيرها جمالا مبهرا على الورق.. لكن، وكأن تلك القوى تعود سلبا عليه فترديه طريح الأرض لا مال له ولا بنون.. ولا زائرا يجود ولو ببعض حبوب القهوة على الأقل !!
أيا سادة إنه من العيب والعارِ أن تجدَ هرما على الهامش في سوق الحياة.. لا سائل عن حاله ولا عن حقه.. يظل نهاره في عمل شاق لا يمت لما يحتويه في روحه بصلة.. أو قد تجده عاطلا عن العمل.. كل فرص الشغل تذهب لمن لا يملك في فِيهِ حتى جملة واحدة سليمة.. فيرجع المسكين أدراجه مطأطئا رأسه يحمل فأسه ويرعى بضع بقرات..إنني يا سادة لا احتقر هذا العمل أو أزدريه، وإنما هي العدالة والفطرة التي تنطق بداخلي بأن ما هم عليه غير صائب..
سنين من الدراسة.. وعقود مع الكتب.. بنتْ جبلا لا ينكسر.. وأديبا لا يعلوا على جمال أدبه إلا ما كان وحيا..إنه من العيب والعار أن نترك تلك النبضات مهمشة في حفر الطرقات، أو مصيدة وحش البطالة.. إنه من العيب والعار أن نترك أمثال هؤلاء يمسكون القلم في أواخر السويعات من الليل.. يصارعون النوم ويقتلونه ببضع لطمات من الماء البارد ورشفات من قهوة صارت هي الحياة.. وهم يعلمون أن ذلك المولودَ الذي سيحل بصفحة الكتاب لا يوفر لقمة يوم واحد..!
ألا فهلموا إلى وعيكم وأيقظوا تلك الأرواح المخدرة..ألا فاقتلوا تلك الأنانية الجبارة واصنعوا لتلك النبضات المهمشة مأوى يليق بها..ألا فأيقظوا أرواحكم وسيروا بفطرتكم..
فما تلك النبضات المهمشة إلا نبضاتكم.. ومن يرضى أن يرمي أبناءه بل نفسه على قارعة الطريق؟؟من يرضى..؟؟
ألا فإنني أناشدكم ألا تضيعوا تلك الهمم العالية والأقلام الحانية.. واستغلوها لبناء حضارة الوطن..ألا فضموها إليكم ووفروا الحقوق ثم إن أردتم سنوا النواميس حينها..واجعلوا طقوس الحضارة الحقيقية ترفع لواءها بهمم الأدباء العاملين..فلن تخسروا..
وإني لكم ناصح أمين.. !!
هل تعلمين يا أنا أن نبضاتك السيالة تلك، همساتها الحانية بالصفاء..واهتزازات قلبك الفطري بالجمال.. لها توأم؟ !
هل تعلمين يا سيدتي أن كوب القهوة ذاك.. وقطع الشكولاتة التي تعانقه وتلتف حوله، لا يمكنكِ أن تتذوقي سرها إلا بوجود التوأم..
هل تعلمين يا حبيبتي أنك اقترفت أكبر غلطة إذ جعلتِ ورقتكِ وقلمكِ المميز يفترقان..
دعي مدادهُ يسيلُ لتنبثق الأنوار، وتتفتح ورود البساتين في روحك البهية، فتُحاكي الحروفُ نبضاتك.. خواطرا، أشعارا، قصصا، كل ما خُطَّ بالضاد فتفرع إلى غيرها.. فستبصرين حقا توأم النبضات.. !!
إنها كلمات الأدباء المشردين، وأبناؤهم المهمشون، وبضعاتٌ منهم ملقاة على حافة الطريق..! يمضي الأديب ليله بين جدران ملطخة حانية على صاحبها.. تكادُ تعانقه من فرط الألم.. على مكتب خشبي أهلكه الحنين والنحيب المتواصل، الذي لا يسود غيره بعد منتصف الليل، فَتَر وصار هشا بدمعات كانت وكأنها مادة كيميائية تدمر الخلايا واحدة تلو الأخرى.. فتزعزع نظامه حتى أنك إذا اتكأت عليه أصدر صوتا كتداخل العظام في ما بينها فانكسارُها.. عليهِ ورقة ليست بناصعة البياض أخذت من المدينة ضبابها.. ومن نقوش المسجد زخرفة قليلة على حوافها.. بجانبها قلم أسود ترتشف من مداده حينا بعد آخر رشفة تُجسَّدُ كلمات بل نبضات عليها؛ بخط أنيق يثيرُ أعماق الفؤاد.. كلما أخذ الأديب كوبَ قهوته وملأ روحه بفتنتها؛ إلا وتأبى الورقة حتى تصنع الشيء ذاته.. فلكل قهوته !!
مخاض عسيرٌ يمر به الأديب؛ لكنَ المولودَ حتما يكون فائق الجمال.. ليس هناك أعظم من أن تجدَ كلمات توأما لنبضاتك تحاكيها بحزن يسكر القلب.. وبأمل يجذب الثغر، -رغم المعاناة -إلى ابتسامة خاطفة.. وبنورٍ يخترق تلكما العينين التائهتين فيبَشَّر بغيث يريح تلك الروح المشردة !! حروف تميد من لحنها السماء،كمعزوفة فريدة في كوخ مهجور.. يزداد جمالها بذلك الصدى المتردد كأنه يواسيها ويؤنسها.. فكل مولود أولُ ما يصنع بعد حلولِه بالدنيا هو أن يكسر الصمت والألم ويعلن نفسه بصرخة مدوية.. كذلك مولودُ الكاتب.. أي؛ كلماته التي لا يسكن لها بالٌ ولا يهمد لها ضجيج الألم حتى تدوي بصرخة هي الأخرى.. لكنها المنبعُ، أما التجسيد فبنبضات القارئين.. العشاق لعناق الأدب الرفيع، والفن البهيج.. يجعلون لها صدى في أعماقهم وقلوبهم الدافئة.. تنسجم معها أهازيج الطيور وسمفونيات العصافير.. تتمايل السماء والأرض لثقل وزن الكلمات الرائعة.
لكن هيهات !!أين تلك النخبة القارئة الجيدة، التي تملأ روحها بالدعاء والشكر للكاتب كلما تلمست نبضاتِها تجري على أوراق الكتاب؟ ! أين تلك الصفوة الطاهرة التي تمجد القلمَ وصاحبه.. وتعلي مكانه وهمته.. فتجلسه مقام العالمين العارفين بأسرار الحزن و السعادة وكل ما يخالج القلب.. بل إن الأدباء يا سادة لهم أقلام سحرية تجسد هندسة النجاح في الدنيا على مستويات مختلفة، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والفنية.. بل الفلاح في الآخرة أيضا.. إننا نكونُ أمامَ أهرام أقدامهم في الأرض وهممهم في السماء.. لكن من يعي ذلك ويقدر؟
يا سادة إن ما يؤلمني ويحيرني ويقتل روح الأمل في كياني بوجود إنسان على وجه الأرض؛ أنكَ تجدُ أديبا كاتبا رائعا، ملكَ الحروف بقبضة كما يملك الفارس السيف بتمكن.. يجعلها تتمايل بين يديه فيشير إليها بإشارة تصيرها جمالا مبهرا على الورق.. لكن، وكأن تلك القوى تعود سلبا عليه فترديه طريح الأرض لا مال له ولا بنون.. ولا زائرا يجود ولو ببعض حبوب القهوة على الأقل !!
أيا سادة إنه من العيب والعارِ أن تجدَ هرما على الهامش في سوق الحياة.. لا سائل عن حاله ولا عن حقه.. يظل نهاره في عمل شاق لا يمت لما يحتويه في روحه بصلة.. أو قد تجده عاطلا عن العمل.. كل فرص الشغل تذهب لمن لا يملك في فِيهِ حتى جملة واحدة سليمة.. فيرجع المسكين أدراجه مطأطئا رأسه يحمل فأسه ويرعى بضع بقرات..إنني يا سادة لا احتقر هذا العمل أو أزدريه، وإنما هي العدالة والفطرة التي تنطق بداخلي بأن ما هم عليه غير صائب..
سنين من الدراسة.. وعقود مع الكتب.. بنتْ جبلا لا ينكسر.. وأديبا لا يعلوا على جمال أدبه إلا ما كان وحيا..إنه من العيب والعار أن نترك تلك النبضات مهمشة في حفر الطرقات، أو مصيدة وحش البطالة.. إنه من العيب والعار أن نترك أمثال هؤلاء يمسكون القلم في أواخر السويعات من الليل.. يصارعون النوم ويقتلونه ببضع لطمات من الماء البارد ورشفات من قهوة صارت هي الحياة.. وهم يعلمون أن ذلك المولودَ الذي سيحل بصفحة الكتاب لا يوفر لقمة يوم واحد..!
ألا فهلموا إلى وعيكم وأيقظوا تلك الأرواح المخدرة..ألا فاقتلوا تلك الأنانية الجبارة واصنعوا لتلك النبضات المهمشة مأوى يليق بها..ألا فأيقظوا أرواحكم وسيروا بفطرتكم..
فما تلك النبضات المهمشة إلا نبضاتكم.. ومن يرضى أن يرمي أبناءه بل نفسه على قارعة الطريق؟؟من يرضى..؟؟
ألا فإنني أناشدكم ألا تضيعوا تلك الهمم العالية والأقلام الحانية.. واستغلوها لبناء حضارة الوطن..ألا فضموها إليكم ووفروا الحقوق ثم إن أردتم سنوا النواميس حينها..واجعلوا طقوس الحضارة الحقيقية ترفع لواءها بهمم الأدباء العاملين..فلن تخسروا..
وإني لكم ناصح أمين.. !!